إسرائيل، عن أبي إسحاق: أول سورة أنزلت فيها سجدةٌ {وَالنَّجْمِ}، قال في "الفتح": واستُشكِل هذا بأن {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} أول السُّوَر نزولًا، وفيها أيضًا سجدةٌ، فهي سابقة على النجم.

وأجيب: بأن السابق من {اقْرَأْ} أوائلها، وأما بقيتها فَنَزَل بعد ذلك بدليل قصّة أبي جهل في نهيه للنبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الصلاة.

ويَحْتَمل أن تكون الأولية مُقَيَّدةً بشيء محذوف بيَّنَته رواية زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عند ابن مردوبه، بلفظ: "إن أول سورة استَعْلَن بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: والنجم"، وله من رواية عبد الكبير بن دينار، عن أبي إسحاق: "أول سورة تلاها على المشركين. . . "، فذكره.

فيُجْمَع بين الروايات الثلاث بأن المراد أول سورة فيها سجدةٌ تلاها جهرًا على المشركين. انتهى (?).

[تنبيه آخر]: أخرج البخاريّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-: "أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- سجد بالنجم (?)، وسجد معه المسلمون، والمشركون، والجنّ، والإنس".

قال في "الفتح": كأن ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما- استَنَد في ذلك إلى إخبار النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إما مشافهةً له، أو بواسطة؛ لأنه لم يحضر القصّ؛ لصغره، وأيضًا فهو من الأمور التي لا يَطّلع عليها الإنسان إلا بتوقيف، وتجويز أنه كُشف له عن ذلك بعيدٌ؛ لأنه لم يحضرها قطعًا (?).

وإنما أعاد ذكر الجن والإنس مع دخولهم في المسلمين؛ لنفي توهم اختصاص ذلك بالإنس، قال الكرمانيّ: سجد المشركون مع المسلمين؛ لأنها أول سجدة نزلت فارادوا معارضة المسلمين بالسجود لمعبودهم، أو وقع ذلك منهم بلا قصد، أو خافوا في ذلك المجلس من مخالفتهم.

قال الحافظ: والاحتمالات الثلاثة فيها نظر، والأول منها لعياض،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015