قريبًا أن "رأى" إن كانت بصريّة، فالجملة حال؛ لأنها لا تتعدّى إلا إلى مفعول واحد، وإن كانت علميّة فالجملة مفعول ثانٍ لها (عَلَى حَصِيرٍ) بفتح الحاء، وكسر الصاد المهملتين، قال في "اللسان": "الحصير: البساط الصغير من النبات، قال: وقيل: الحصير: المنسوج؛ سمّي حَصِيرًا لأنه حُصِرت طاقته بعضها مع بعض. انتهى (?).
وقال في "العمدة": ذكر ابن سِيدَهْ في "المحكم" أنها سَفِيفَةٌ تُصنَع من بَرْديّ، وأَسَلٍ، ثم تُفرَشُ، سمّي بذلك؛ لأنه يلي وجه الأرض، ووجه الأرض يُسمّى حَصِيرًا، و"السَّفِيفَةُ" بفتح السين المهملة، وبالفاءين: شيءٌ يُعمل من الْخُوصِ، كالزَّنْبيل، و"الأَسَلُ" بفتح الهمزة، والسين المهملة، وآخره لام: نباتٌ له أغصانٌ كثيرةٌ دُقَاقٌ، لا ورق لها.
وفي "الْجَمْهرة": الْحَصِير: عربيّ، سُمّي حَصِيرًا؛ لانضمام بعضها إلى بعض، وقال الجوهريّ: الحصير: الْبَارِيَّةُ. انتهى (?).
وقوله: (يَسْجُدُ عَلَيْهِ) بالبناء للفاعل، جملة حاليّة من الفاعل (قَالَ) أنس -رضي اللَّه عنه- (وَرَأَيْتُهُ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، مُتَوَشِّحًا بهِ) أي ملتحِفًا، مخالفًا بين طرفيه على عاتقيه، كما تقدّم بيانه، واللَّه تعالى أَعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي سعيد الخدريّ -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [54/ 1164 و 1165] (519) وسيأتي في "كتاب المساجد" برقم (661)، و (الترمذيّ) في "الصلاة" (332)، و (ابن ماجه) فيها (1029)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 59)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (1004)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (2307)، و (الطحاويّ) في "شرح معاني