رجال هذا الإسناد: أربعة:
وكلّهم تقدّموا في الباب الماضي.
وقوله: (بِهَذَا الْإِسْنَادِ) يعني إسناد هشام، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة -رضي اللَّه عنهما-.
وقوله: (غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "مُتَوَشِّحًا") الضمير لوكيع، يعني أن وكيعًا قال في روايته: "متوشّحًا" بدل قول أبي أسامة: "مشتملًا"، وهو بمعناه، قال في "العمدة": "الْمُتَوَشِّحُ": اسم فاعل من باب التفَعُّل، من تَوَشَّح يتوشح، والتوشُّح بالثوب: التغشي به، والأصل فيه من الوِشَاح، وهو شيء يُنْسَج عَرِيضًا من أَدِيم، وربما رُصِّع بالجواهر والْخَرَز، وتَشُدُّه المرأة بين عاتقيها وكَشْحَيها، ويقال فيه: وِشَاحٌ وإشَاحٌ، وقال ابن سِيدَهْ: التوشُّح أن يتوشح بالثوب، ثم يُخرِج الأيسر من تحت يده اليمنى، ثم يَعْقِد طرفيها على صدره. انتهى (?).
[تنبيه]: رواية وكيع هذه ساقها ابن ماجه في "سننه"، فقال:
(1049) حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عُمر بن أبي سلمة، قال: "رأيت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي في ثوب واحلإ، مُتَوَشِّحًا به، واضعًا طرفيه على عاتقيه". انتهى.
والحديث متّفقٌ عليه، ومسائله تقدّمت في الحديث الماضي، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإِمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال:
[1159] (. . .) - (وَحَدَّثَنَا (?) يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّي فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فِي ثَوْبٍ، قَدْ خَالَفَ بَيْنَ طَرَفَيْهِ").