قال ابن حبان في "الصحابة": ماتت قبل زوجها العباس بن عبد المطلب في خلافة عثمان -رضي اللَّه عنهم-.
أخرج لها الجماعة، ولها في هذا الكتاب ثلاثة أحاديث فقط، برقم (462)، وحديث (123 1): "أن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة. . . " وأعاده بعده، و (1451): "لا تحرّم الإملاجة، ولا الإملاجتان"، وكرّره خمس مرّات.
لطائف هذا الإسناد:
1 - (منها): أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه، فما أخرج له أبو داود، وابن ماجه.
3 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين من مالك، وشيخه نيسابوريّ.
4 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ، عن تابعيّ: ابن شهاب، عن عُبيد اللَّه.
5 - (ومنها): أن فيه رواية صحابيّ، عن صحابيّة، هي أمه.
6 - (ومنها): أن فيه عُبيد اللَّه بن عبد اللَّه أحد الفقهاء السبعة المشهورين بالمدينة، وقد تقدّموا غير مرّة.
7 - (ومنها): أن فيه ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما- أحد العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، وقد تقدّموا غير مرّة، واللَّه تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) -رضي اللَّه عنهما- أنه (قَالَ: إِنَّ أُمُّ الْفَضْلِ) لبابة (بِنْتَ الْحَارِثِ) الهلاليّة رمنها وفي رواية الترمذيّ: "عن أمه أم الفضل" (سَمِعَتْهُ) أي ابنَ عبّاس -رضي اللَّه عنهما-، وفيه التفاتٌ من التكلّم إلى الغيبة؛ لأن السياق يقتضي أن يقول: سمعتني، وإنما لم يقل: إن أمي؛ لشهرتها بذلك، قاله في "العمدة" (?). (وَهُوَ يَقْرَأُ) الضمير لابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما-، والجملة في محلّ نصب على الحال من المفعول، وفيه التفات أيضًا؛ لأن السياق يقتضي أن يقول: وأنا أقرأ، وقوله: ({وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا (?)}) منصوب على أنه مفعول به لـ "يقرأ" محكيّ؛ لقصد