الكبرى - رضي الله عنها - (مَيْمُونَةُ) بالرفع على البدليّة من "خالتي"، وقوله: (قَالَتْ) تفسيرٌ وتوضيحٌ لـ "حدّثتني" (أَدْنَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)، أي قرّبت إليه، وهكذا في رواية النسائيّ، وعند الترمذيّ، وابن ماجه، وروايةٍ للبخاريّ: "وَضَعتُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وفي أخرى للبخاريّ: "صَبَبتُ للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - غُسْلًا" (غُسْلَهُ) بضمّ، فسكون: اسم من الاغتسال، فهو على حذف مضاف، أي ماءَ غُسله، وقيل: الغسل بالضمّ: الماء الذي يُتطهّر به، وعلى هذا فلا حاجة إلى تقدير مضاف.

قال ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ -: الْغُسْلُ بالضمّ: الماء الذي يُغتسل به، كالأُكْل لما يؤكل، وهو الاسم أيضًا، من غَسَلْتُهُ، والْغَسْلُ بالفتح: المصدر، وبالكسر: ما يُغْسَل به من خِطْميّ وغيره. انتهى (?).

وقال الفيّوميّ - رَحِمَهُ اللهُ -: غَسَلْتُهُ غَسْلًا، من باب ضَرَبَ، والاسم الْغُسْلُ بالضمّ، وجمعه أَغْسالٌ، مثلُ قُفْل وأَقْفال، وبعضهم يَجعل المضموم والمفتوح بمعنى، وعزاه إلى سيبويه، وقيل: الْغُسل بالضمّ: هو الماء الذي يُتطهّر به، قال ابن الْقُوطيّة: الْغُسل تمام الطهارة، وهو اسم من الاغتسال. انتهى (?).

(مِنَ الْجَنَابَةِ) متعلّق بـ "غسل"، أما على كونه اسم مصدر فواضحٌ، وأما على كونه اسمًا للماء، فيتعلّق على مضاف مقدّر بعد "غُسل" أي غُسل اغتساله، أي ماء اغتساله، وعند أبي داود: "غُسلًا يَغتسل به من الجنابة" (فَغَسَلَ كفَّيْهِ)، وعند أبي داود: "فأكفأ الإناء على يده اليمنى، فغسلها" بالإفراد، لكن أكثر الروايات تدلّ على أنه غسل الكفّين (مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا) منصوبان على الظرفيّة لـ "غَسَلَ"، و"أو" فيه للشكّ، وهو من الأعمش، كما صرّح به البخاريّ من طريق أبي عوانة، عنه، وفيه: "فصَبّ على يده، فغسلها مرّةً، أو مرّتين"، قال سليمان - يعني الأعمش -: لا أدري أَذَكَرَ الثالثة أم لا؟ ، وفي رواية له من طريق عبد الواحد، عن الأعمش: "فأفرغ على يديه، وغسلهما مرّتين، أو ثلاثًا"، ولابن فُضيل، عن الأعمش: "فصَبّ على يديه ثلاثًا"، ولم يشكّ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015