رواية أبي معاوية: "ثم غَسَل رجليه"، أي أعاد غسلهما؛ لاستيعاب الغسل بعد أن كان غَسَلَهما في الوضوء، فيوافق قوله في حديث الباب - يعني رواية البخاريّ -: "ثم يُفيض على جلده كله". انتهى (?).

قال الجامع عفا الله عنه: أولى هذه الاحتمالات، وأقربها هو الاحتمال الأول؛ لأن غيره فيه نوع تكلّف، فيكون المراد أكثر وضوء الصلاة، فتكون روايات عائشة - رضي الله عنها - موافقةً لروايات ميمونة - رضي الله عنها -، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عائشة - رضي الله عنها - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الحيض" [8/ 724 و 725 و 726 و 727] (316)، و (البخاريّ) في "الغسل" (248 و 262 و 272)، (وأبو داود) في "الطهارة" (242)، و (الترمذيّ) في "الطهارة" (104)، و (النسائيّ) في "الطهارة" (1/ 134 و 135 و 200)، و (مالك) في "الموطّأ" (1/ 44)، و (الشافعيّ) في "المسند" (1/ 36 و 37)، و (عبد الرزّاق) في "مصنّفه" (999)، و (الحميديّ) في "مسنده" (163)، و (ابن أبي شيبة) في "مصنّفه" (1/ 63)، و (أحمد) في "مسنده" (6/ 101)، و (الدارميّ) في "سننه" (1/ 191)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه" (242)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (1191 و 1196 و 1197) و (البيهقيّ) في "الكبرى" (1/ 172 و 173 و 174 و 175 و 176 و 193)، وفي "المعرفة" (1/ 427)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (859 و 860 و 861 و 862 و 863)، و (أبو نعيم) في "مستخرجه" (711)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): تكلّم الحافظ أبو الفضل بن عمّار الشهيد - رَحِمَهُ اللهُ - في هذا الحديث، فقال: هذا الحديث رواه جماعة من الأئمة عن هشام، منهم زائدة، وحماد بن زيد، وجرير، ووكيع، وعليّ بن مسهر، وغيرهم، فلم يذكر أحد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015