وذلك مما يَدْفَع عنه توهّم الاضطراب، وكأن الشيبانيّ كان يُحَدّث به تارةً من مسند عائشة، وتارة من مسند ميمونة، فسمعه منه جرير، وخالد بالإسنادين، وسمعه غيرهما بأحدهما.

ورواه عنه أيضًا بإسناد ميمونة حفص بن غياث، عند أبي داود، وأبو معاوية، عند الإسماعيليّ، وأسباط بن محمد، عند أبي عوانة في "صحيحه".

انتهى ملخّص ما في "الفتح" (?)، وهو بحثُ مفيدٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.

وقولها: (أَنْ تَأتَزِرَ) معناه: أن تَشُدَّ إزارًا تستر سرتها وما تحتها إلى الركبة فما تحتها.

وقولها: (فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا) هو بفتح الفاء، وإسكان الواو، معناه: مُعْظَمها، ووقتُ كثرتها. و"الحيضة" بفتح الحاء: أي الحيض.

وقال القاضي عياض - رحمه الله -: "في فَوْر حيضها" فَوْرُ الشيء جَأشُه، واندفاعه، وانتشاره، وفورُ الحيض معظم صبّه، ومنه فَوْرُ العين، وفورُ القِدْر: إذا جاشا، قال الله تعالى: {وَفَارَ التَّنُّورُ} [هود: 40]، ومنه في الحديث: "فإن شدّة الحرّ من فَوْر جهنّم"، رواه البخاريّ، وفي كتاب أبي داود: "في فَوْح حيضتنا"، وكذلك في البخاريّ: "من فوح جهنم"، و"فيح جهنّم"، والكلّ بمعنى واحد. انتهى (?).

وقال الفيّوميّ: فار الماءُ يفورُ فَوْرًا: نَبَعَ، وجَرَى، وفارت القِدْرُ فورًا وفَوَرَانًا: غَلَتْ، وقولهم في الشُّفْعة: على الْفَوْر من هذا، أي على الوقت الحاضر الذي لا تأخير فيه، ثم استُعْمِل في الحالة التي لا بُطْءَ فيها، يقال: جاء فلانٌ في حاجته، ثم رجع من فَوْره، أي من حركته التي وصل فيها، ولم يسكن بعدها، وحقيقته أن يَصِلَ ما بعد المجيء بما قبله من غير لُبْث. انتهى (?).

وقال أبو نعيم - رحمه الله - في "المستخرج": فَوْرُ الحيض: شِدّته، وأوّله. انتهى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015