هذه الدار، والشرع لا يأتي بما تُحيله العقول، ولكن قد يأتي بما تَحار فيه العقول، قاله شارح "العقيدة الطحاويّة" (?).

وقد ذكرت بحثًا طويلًا في هذا في شرح النسائيّ، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.

7 - (ومنها): شدّة رأفة النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأمته، فإنه لَمّا سمع صاحبي القبرين بادر إلى الشفاعة لهما.

8 - (ومنها): إثبات الشفاعة للنبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد تقدّم البحث فيه مستوفًى في "كتاب الإيمان"، فلا تنس نصيبك، وبالله تعالى التوفيق.

9 - (ومنها): إثبات المعجزة له - صلى الله عليه وسلم - حيث أطلعه تعالى على تعذيب المقبورين، مع أن الذين كانوا معه لم يسمعوا، ولم يعلموا شيئًا من ذلك، قال الله تعالى: {فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} الآية [الجنّ: 26 - 27].

10 - (ومنها): وجوب الاستنجاء؛ إذ هو المراد بعدم الاستتار من البول، فلا يجعل بينه وبين البول حجابًا من ماء، أو حجارة، ويبعد أن يكون المراد الاستتار عن الأعين، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.

(المسألة الرابعة): في بيان اختلاف الروايات فيمن أتى بالعسيب إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:

قال في "الفتح": رَوَى النسائي من حديث أبي رافع، بسند ضعيف، أن الذي أتاه بالجريدة بلال - رضي الله عنه -، ولفظه: كُنّا مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في جنازة، إذ سمع شيئًا في قبر، فقال لبلال: "ائتني بجريدة خضراء ... " الحديث.

وفي حديث أبي بكرة - رضي الله عنه - عند أحمد، والطبرانيّ أنه الذي أتى بها إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015