الشرطيّة خبره، وبهذا لا يَرِدُ سؤال الكرمانيّ بقوله: فإن قلت: "بنو" جمع، فلم أفرد ضمير "كان" الراجع إليه؟ (?).
قال القرطبيّ رحمه الله: مراده بالجلد واحد الجلود التي كانوا يلبسونها، وحمله بعضهم على ظاهره، وزعم أنه من الإصر الذي حُمِّلوه، ويؤيّده رواية أبي داود، ففيها: "كان إذا أصاب جسد أحدهم"، لكن رواية البخاريّ بلفظ: "ثوب أحدهم" صريحة في الثياب، فلعلّ بعضهم رواه بالمعنى؛ قاله في "الفتح" (?).
قال الجامع عفا الله عنه: عندي أن حمله على ما يعمّ الجسد والثوب أولى، فالظاهر أن هذا مما كُلّفوا به، فكانوا يقطعون ما أصابه شيء من البول، سواء كان ثوبهم، أو جسدهم، فتطهير النجاسة عندهم بالقطع، كما كان توبتهم بقتل النفس، والله تعالى أعلم.
وقوله: (بَوْلٌ) فاعل "أصاب" (قَرَضَهُ) أي قطعه، يقال: قرضت الشيء قَرْضًا، من باب ضرب: قطعته بالمقراض (?). (بِالْمَقَارِيضِ) بالفتح: جمع مِقْراض، بالكسر، قال الفيّوميّ: ولا يقال إذا جمعت بينهما: مِقْراض، كما تقول العامّة، وإنما يقال عند اجتماعهما: قَرَضته بالمقراضين، وفي الواحد: قَرَضته بالمقراض. انتهى (?).
وقوله: "بالمقاريض" يردّ حَمْل من حمل القَرْض على الغسل بالماء؛ قاله في "الفتح" (?).
(فَقَالَ حُذَيْفَةُ) - رضي الله عنه - (لَوَدِدْتُ) أي لتمنّيتُ، واللام هي الموطّئة للقسم، والمؤذنة به، يقال: وَدّه يودّه من باب تَعِبَ وَدًّا بفتح الواو، وضمّها: إذا أحبه، والجملة جواب القسم المقدّر؛ أي: والله وددتُ، وللبخاريّ: "ليته أمسك" (أَنَّ صَاحِبَكُمْ) بفتح همزة "أنّ"؛ لوقوعها موقع المفرد، كما قال في "الخلاصة":