وقد أخرج مسلم عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلمه بما كان وبما يكون إلى أن تقوم الساعة، وأبوه صحابيّ أيضًا استُشهِد بأحد - رضي الله عنهما -، والله تعالى أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ شَقِيقٍ) ولأبي داود الطيالسيّ في "مسنده" عن شعبة، عن الأعمش أنه سمع أبا وائل، ولأحمد عن يحيى القطّان، عن الأعمش: حدّثني أبو وائل، فبهذا انتفت تهمة التدليس في سند المصنّف (عَنْ حُذَيْفَةَ) - رضي الله عنه - أنه (قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية النسائيّ: "كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وفي رواية الطبرانيّ من حديث عصمة بن مالك، قال: "خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض سِكَك المدينة، فانتهى إلى سُباطة قوم، فقال: يا حذيفة استرني ... " الحديث (?). (فَانْتَهَى) أي وصل، وفي نسخة: "فانتهينا"، قال في "اللسان": انتهى الشيءُ وتَنَاهَى، ونَهَّى: بلغ نهايته، و"النهاية": غاية كلّ شيء وآخرُهُ، والإنهاءُ: الإبلاغ، وأنهيتُ الخبر، فانتهى، وتناهى: أي بلغ، وتقول: أنهيتُ إليه السهمَ: أوصلته إليه. انتهى (?).

(إِلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ) بضمّ السين المهملة، وتخفيف الموحّدة، قال في "النهاية": هي الموضَع الذي يُرمَى فيه التراب، والأوساخ، وما يُكنَسُ من المنازل، وقيل: هي الْكُنَاسةُ نفسها، وإضافتها إلى القوم إضافة تخصيص، لا ملك؛ لأنها كانت مواتًا مباحةً. انتهى (?).

وقال النوويّ رحمه الله: "السُّبَاطة": هي مُلْقَى القمامةِ والتراب ونحوهما، تكون بفِنَاء الدور مَرْفَقًا لأهلها.

وقال في "الفتح": "السُّبَاطة": هي المزبلة، والكُناسة، تكون بفناء الدور مَرْفَقًا لأهلها، وتكون في الغالب سَهْلَةً، لا يرتد فيها البول على البائل، وإضافتها إلى القوم إضافة اختصاص، لا ملك؛ لأنها لاتخلو عن النجاسة، وبهذا يندفع إيراد مَن استشكله؛ لكون البول يُوهِي الجدار، ففيه إضرار، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015