وقال في "العمدة": الغلام: هو الذي طرّ شاربه، وقيل: من حين يولد إلى أن يشيب (?)، وزعم الزمخشريّ أن الغلام هو الصغير إلى حدّ الالتحاء، فإن أُجري بعدما صار ملتحيًا اسم الغلام فهو مجازٌ، ويُروى عن عليّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - في بعض أراجيزه:

أَنَا الْغُلَامُ الْهَاشِمِيُّ الْمَكِّي

وقالت ليلى الأخيليّة في الحجّاج [من الطويل]:

غُلَامٌ إِذَا هَزَّ الْقَنَاةَ تَبَاهِيَا

قال: وقال بعضهم: يستحقّ هذا الاسم إذا ترعرع، وبلغ حدّ الاحتلام بشهوة النكاح، كأنه يشتهي النكاح ذلك الوقت، ويُسمّى قبل ذلك تفاؤلًا، وبعد ذلك مجازًا، وفي "المخصّص": هو غلام من لدن فطامه إلى سبع سنين، وعن أبي عبيدة: هو المترعرع المتحرّك، والجمع أغلمة، وغِلْمة، وغلمان، والأنثى غلامة، انتهى (?).

[تنبيه]: قيل: الغلام المذكور يحتمل أن يكون ابن مسعود - رضي الله عنه -، وقوّاه الحافظ في "الفتح"، لكن يُبعده قول أنس - رضي الله عنه - عند البخاريّ: "منّا"، وعند الإسماعيليّ: "من الأنصار"، وما أجاب به الحافظ تكلّف ظاهر.

ويحتمل أن يكون أبا هريرة - رضي الله عنه -؛ لما في رواية أبي داود، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى الخلاء أتيته بماء في ركوة، فاستنجى"، ونحوه للبخاريّ في "ذكر الجنّ"، وفيه ما في الذي قبله.

ويحتمل أن يكون جابرًا - رضي الله عنه -؛ لما في حديث جابر - رضي الله عنه - الطويل عند مسلم أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - انطلق لحاجته، فاتّبعه جابر بإداوة، ولا سيّما، وهو أنصاري، وفيه ما سبق.

قال الجامع عفا الله عنه: هكذا ذكر هذه الاحتمالات في "الفتح"، وعندي أنه لا داعي إلى هذه التكلّفات التي لا يقبلها الذوق السليم، وأيُّ مانع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015