2 - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخيه: زهير، ويحيي، فالأول ما أخرج له الترمذيّ، والثاني ما أخرج له أبو داود، وابن ماجة.
3 - (ومنها): أنه مسلسلٌ بالمدنيين من الزهريّ.
4 - (ومنها): أن فيه رواية تابعيّ عن تابعيّ: الزهريّ، عن عطاء.
5 - (ومنها): أن فيه قوله: "واللفظ له"، يعني أن اللفظ الذي ساقه لفظ شيخه يحيى بن يحيى، وأما الآخران فروياه بالمعني، وقد تقدّم البحث عنه غير مرّة.
6 - (ومنها): أن صحابيّه من كبار الصحابة - رضي الله عنهم -، شهِد بدرًا، وما بعدها، ونزل عليه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أول ما قَدِمَ المدينة - رضي الله عنه -، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي أَيُّوب، أَن النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ) قال عبد الغنيّ المقدسيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الغائط الموضع المطمئنّ من الأرض، كانوا ينتابونه للحاجة، فَكَنَوْا به عن نفس الحدث كراهة لذكره بخاصّ اسمه. انتهى.
وقال ابن دقيق العيد - رَحِمَهُ اللهُ -: الغائط في الأصل: المطمئنّ من الأرض، كانوا يقصدونه لقضاء الحاجة، ثم استُعمل في الخارج، وغَلَب على الحقيقة الوضعيّة، فصار حقيقةً عرفيّة.
والحديث يقتضي أن اسم الغائط لا ينطلق على البول؛ لتفرقته بينهما، وقد تكلّموا في أن قوله تعالى: {أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ} الآية [المائدة: 6]، هل يتناول الريح مثلًا، أو البول، أو لا؟ بناءً على أنه يُخصّص لفظ "الغائط" لِمَا كانت العادة أن يُقْصَد لأجله، وهو الخارج من المدبر، ولم يكونوا يقصدون الغائط للريح مثلًا، أو يقال: إنه مستعمل فيما كان يقع عند قصدهم الغائط من الخارج من القبل والدبر كيف كان. انتهى (?).