في الإسلام بالمدينة، وكانت يهود تقول: قد أخذناهم، فلا يولد لهم بالمدينة ولد، فَكَبَّر الصحابة حين وُلد.

وفي "الرسالة" للشافعي: أن عبد الله بن الزبير كان له عند موت النبيّ - صلى الله عليه وسلم - تسع سنين، وقد حَفِظَ عنه.

وقال الدِّينَوري في "المجالسة": حدثنا إبراهيم بن يزيد، حدثنا أبو غسان، حدثنا محمد بن يحيى، أخبرني مصعب بن عثمان، قال: قال عبد الله بن الزبير: هاجرت وأنا في بطن أمي.

وأخرج الزبير من طريق مسلم بن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن أبيه، أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - كُلِّمَ في غِلْمَة من قريش تَرَعْرَعوا: عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن الزبير، وعمر بن أبي سلمة، فقيل: لو بايعتهم، فتصيبهم بركتك، ويكون لهم ذكر، فأُتي بهم إليه، فكأنهم تكعكعوا، فاقتحم عبد الله بن الزبير أولهم، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: إنه ابن أبيه. ومن طريق عبد الله بن مصعب: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قد جمع أبناء المهاجرين والأنصار الذين وُلدوا في الإسلام، حتى ترعرعوا، فوقفوا بين يديه، فبايعهم، وجلس لهم، فجمع منهم ابن الزبير. وأخرج البخاري في ترجمة عبد الله بن معاوية، عن عاصم بن الزبير أنه رَوَى عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن الزبير قال لابنه عبد الله: أنت أشبه الناس بأبي بكر.

وأخرج أبو يعلى، والبيهقي في "الدلائل" من طريق هُنيد بن القاسم، سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير، أن أباه حدثه، أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو يحتجم، فلما فرغ قال: "يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه، حيث لا يراك أحد"، فلما برز عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، عَمَد إلى الدم فشربه، فلمّا رجع قال: يا عبد الله ما صنعت بالدم؟ قال: جعلته في أخفى مكان علمت أنه يخفى عن الناس، قال: "لعلك شربته؟ " قال: نعم، قال: "ولمَ شربت الدم؟ ، ويل للناس منك، وويل لك من الناس"، قال أبو موسى: قال أبو عاصم: فكانوا يرون أن القوة التي به من ذلك الدم.

وله شاهد من طريق كيسان، مولى ابن الزبير، عن سلمان الفارسي، قال الحافظ: رويناه في "جزء الغطريف"، وزاد في آخره: "لا تمسّك النار إلا تحلة القسم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015