صفة لـ"عبدُ الله"، لا لأبيّ، وأبيّ والد عبد الله، وسَلُول أمه، ولذا مُنعت من

الصرف؛ للعلَميّة والتأنيث المعنويّ، ومن القاعدة أن همزة "ابن" الثاني تُكتب مع

وقوعها بين علمين كالأُولى؛ لأن شرط حذفها كون العَلَم الثاني أبًا للأول، كـ"أبيّ"،

وقد تقدّم "حقيق هذا في غير موضع، فلا تنس نصيبك، والله تعالى وليّ التوفيق.

(يَقولُ لِجَارِيَةٍ لَهُ) سيأتي في الرواية الثانية، أنهما أمتان له، يُقَالُ

لإحداهما: مُسَيْكَةُ، وَأُخْرَى يُقَال لَهَا: أُمَيْمَةُ، وفي بعض الروايات سميت

معاذة، ؤقد أخرج ابن أبي حاتم، عن السّدّيّ، قال: كان لعبد الله بن أبي

جارية تدعى معاذة، فكان إذا نزل به ضيف، أرسلها إليه؛ ليواقعها؛ إرادة

الثواب منه، والكرامة له، فأقبلت الجارية إلى أبي بكر، فشكت ذلك إليه،

فذكره أبو بكر للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأمره بقبضها، فصاح عبد الله بن أُبَيّ: من يعذرنا من

محمد، فلبنا على مماليكنا، فنزلت الآية.

وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن

الزهريّ أن رجلًا من قريش أُسر يوم بدر، وكان عند عبد الله بن أبيّ أسيرًا،

وكانت لعبد الله بن أبيّ جارية، يقال لها: معاذة، وكان القرشي الأسير يريدها

على نفسها، وكانت مسلمة، فكانت تمتنع منه لإسلامها، وكان عبد الله بن أبيّ

يُكرهها على ذلك، ويضربها، رجاء أن تحمل للقرشيّ، فيطلب فداء ولده،

فأنزل الله: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} (?).

(اذْهَبِي، فَابْغِينَا) بقطع الهمزة، ووصلها، يقال: أبغاه الشيءَ: طلبه له،

وكَبَغَاه إيّاه، كَرَماه، أو أعانه على طلبه، قاله المجد رحمه الله (?)، فتبيّن بهذا أن

بَغَى ثلاثيًّا، وأبغى رباعيًّا يتعديان إلى اثنين، فـ "نا" هو المفعول الأول،

والمفعول الثاني قوله: (شَيْئًا)؛ أي: من أجرة الزنا. (فَأَنْزَلَ اللهُ عزوجل: {وَلَا

تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ} لَهُنَّ {غَفُورٌ رَحِيمٌ}.

قال الإمام ابن جرير -رضي الله عنه- في "تفسيره": يقول تعالى ذِكره: زوّجوا

الصالحين من عبادكم وإمائكم، ولا يمرهوا إماءكم على البغاء، وهو الزنى، إن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015