على الحديدة المحماة (وَأَكًلْنَا، حَتَّى شَبِعْنَا، قَالَ جَابِرٌ) - رضي الله عنه -: (فَدَخَلْتُ أنا،

وَفُلَانٌ، وَفُلَانٌ) لأناس سمّاهم، (حَتَّى عَدَّ خَمْسَةً) من الرجال (فِي حِجَاج عَيْنِهَا)

بكسر الحاء، وفتحها، وهو عَظْمها المستدير بها، والحال أنه (مَا يَرَانَا أَحَدٌ،

حَتَّى خَرَجْنَا) منها (فَأَخَذْنَا ضِلَعًا مِنْ أَضْلَاعِهِ) قال الفيّوميّ رحمه الله: الضِّلُعُ من

الحيوان بكسر الضاد، وأما اللام فتفتح في لغة الحجاز، وتسكن في لغة تميم،

وهي أنثى، وجمعها أَضْلُعٌ، وأَضْلَاعٌ، وضُلُوعٌ، وهي عظام الجنبين. انتهى (?).

(فَقَوَّسْنَاهُ)، أي: جعلناه على صورة القوس، (ثُمَّ دَعَوْنَا بِأَعْظَمِ رَجُلٍ)

بالجيم، في رواية الأكثرين، وهو الأصح، ورواه بعضهم بالحاء، وكذا وقع

لرواة البخاري بالوجهين. (فِي الرَّكْبِ، وَأَعْظَمِ جَمَلِ فِي الرَّكْبِ، وَأَعْظَمِ كِفْلِ

فِي الرَّكْبِ) الكِفْل هنا بكسر الكاف، وإسكان الفاءَ، قال الجمهور: والمرادَ

بالكفل هنا: الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه؛ لئلا يسقط، فيحفظ

الكفل الراكب، قال الهرويّ: قال الأزهري: ومنه اشتقاق قوله تعالى: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الحديد: 28]؛ أي: نصيبين يحفظانكم من الهلكة، كما يحفظ

الكِفْل الراكب، يقال منه: تكفلت البعير، وأكفلته: إذا أدرت ذلك الكساء حول

سنامه، ثم ركبته، وهذا الكساء كِفْل بكسر الكاف، وسكون الفاء، وقال

القاضي عياض: وضبطه بعض الرواة بفتح الكاف والفاء، والصحيح الأول

(فَدَخَلَ تَحْتَهُ)؛ أي: تحت ذلك الضلع، ومرّ، والحال أنه (مَا يُطَأْطئُ)؛ أي:

يخفض (رَأْسَهُ)، أي: لم يحتج هذا الراكب إلى أن يخفض رأسه لِعَظْمه

المقوّس، والله تعالى أعلم.

قال الجامع عفا الله عنه: حديث جابر - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه، بناء على

اتحاد القصّة، وإلا فمن أفراد المصنّف رحمه الله. أخرجه هنا [17/ 7481]

(3014)، و (البخاريّ) في "المغازي" (4360).

[تنبيه]: هذه السريّة تسمّى سريّة سِيف البحر، وتسمى أيضًا سريّة خبط؛

لأن الصحابة - رضي الله عنهم - اضطرّوا فيها إلى أكل الخبط، وهو ورق الشجر، وقد مضت

قصّة هذه السريّة مبسوطة في "كتاب الصيد والذبائح"، وذكرنا هناك أنها كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015