قال الجامع عفا الله عنه: حديث جابر - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف رحمه الله

أخرجه هنا [17/ 7481] (3010)، و (أبو داود) في "الصلاة" (634)،

و(أحمد) في "مسنده" (3/ 335)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (2/ 239)،

و(البغويّ) في "شرح السُّنَّة" (3/ 385)، والله تعالى أعلم.

ثم قال جابر - رضي الله عنه -: (سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -)؛ أي: في بعض غزواته،

(وَكَانَ قُوتُ كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا)، أي: معاشر الصحابة (فِي كُلِّ يَوْمِ تَمْرَةً)؛ أي: حبة

واحدة من التمر، (فَكَانَ) كلّ واحد منا (يَمَصُّهَا) بفتح الميم على اللغة

المشهورة، وحُكي ضمها، وسبق بيانه، وفيه ما كانوا عليه من ضيق العيش،

والصبر عليه في سبيل الله، وطاعته. (ثُمَّ يَصُرُّهَما)؛ أي: يلفّها، ويربطها (في

ثَوْبِهِ) أصل الصرّ هو الجمع والشدّ، والمعنى: أنه كالن يعطى تمرة واحدة لليوم

كله، فيمصّ شيئًا منها، ثم يربطها بطرف ثوبه احتفاظًا بها، ليمصّها في وقت

آخر. (وَكنَّا نَخْتَبِطُ)، أي: نضرب الشجر (بِقِسِيِّنَا) قال النوويّ: القِسِيّ: جمع

قوس، ومعنى نختبط: نضرب الشجر، ليتحاتّ ورقه، فنأكله، (وَنَأْكُلُ) ورق

ذلك الشجر (حَتَّى قَرِحَتْ) بكسر الراء؛ أي: انجرحت، وورمت من خشونة

الورق، وحرارته (أَشْدَاقُنَا) بالفتح: جمع شدق، جانب الفم. (فَأُقْسِمُ) بضم

أوله، أي: أحلف بالله (أُخْطِئَهَا رَجُلٌ مِنَّا يَوْمًا) قال النوويّ رحمه الله: معنى

"أقسم": أحلف، وقوله: "أخطئها"؛ أي: فاتته، ومعناه أنه كان للتمر قاسم

يقسمه بينهم، فيعطي كل إنسان تمرة، كلَّ يوم، فقسم في بعض الأيام، ونسي

إنسانًا، فلم يعطه تمرته، وظنّ أنه أعطاه، فتنازعا في ذلك، وشهدنا له أنه لم

يُعْطَها، فأُعطيها بعد الشهادة، (فَانْطَلَقْنَا بهِ نَنْعَشُهُ)؛ أي: نرفعه، ونقيمه من شدة

الضعف، والجهد، وقال القاضي: الأَشبه عندي أن معناه: نشدّ جانبه في

دعواه، ونشهد له، وفيه دليل لِمَا كانوا عليه من الصبر، وفيه جواز الشهادة على

النفي في المحصور الذي يحاط به. (فَشَهِدْنَا أَنَّهُ لَمْ يُعْطَهَا) بالبناء للمفعول،

(فَأُعْطِيَهَا، فَقَامَ، فَأَخَذَهَا).

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الحديث من أفراد المصنّف رحمه الله، ولم

يشاركه أحد في إخراجه، والله تعالى أعلم.

قال جابر - رضي الله عنه -: (سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أفْيَحَ) بالفاء؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015