("أَيُّ رَجُلٍ) يقوم (مَعَ جَابِرٍ؟ "، فَقَامَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرِ) بن أمية بن خنساء بن

سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاريّ ثم السَّلميّ، يكنى

أبا عبد الله، ذكره موسى بن عقبة عن ابن شهاب في أهل العقبة، وذكره أبو

الأسود عن عروة، في أهل بدر، وروى الطبراني من طريق ابن إسحاق، حدّثني

عبد الله بن أبي بكر بن حزم قال: إنما خَرَص عليهم عبد الله بن رواحة عامًا

واحدًا، فأصيب يوم مؤتة، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث جبار بن صخر، فيخرص

عليهم؛ يعني: أهل خيبر، قال ابن السكن وغيره: مات جبار بن صخر سنة

ثلاثين، في خلافة عثمان - رضي الله عنهما -، زاد أبو نعيم: وهو ابن اثنتين وستين سنة (?).

(فَانْطَلَقْنَا)؛ أي: أنا وجبّار (إِلَى الْبئْرِ) التي أرادها النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، (فَنَزَعْنَا)؛

أي: أخذنا، وجبذنا (فِي الْحَوْضِ سَجْلًا، أَوْ سَجْلَيْنِ)، أي: دلوًا، أو دلوين،

والسَّجل بفتح السين، وإسكان الجيم: الدلو المملوءة ماءً، وسبق بيانها مرات،

قاله النوويّ، وقال المازريّ: قال ابن السكيت: يقال: نزعت الدلو: جذبتها،

ونزعت في السهم: رميت به، ونزعت بآية من كتاب الله: قرأتها محتجًّا بها.

(ثُمَّ مَدَرْنَاهُ)؛ أي: مدرنا الحوض، وأصلحناه، (ثُمَّ نَزَعْنَا فِيهِ)، أي: في

الحوض؛ يعني: أنهما أخذا الماء من البئر، وصبّاه فيه (حَتَّى أفهَقْنَاهُ)، أي:

ملأنا ذلك الحوض بالماء، قال النوويّ رحمه الله: هكذا هو في جميع نُسخنا،

وكذا ذكره القاضي عن الجمهور، قال: وفي رواية السمرقنديّ: "أصفقناه"

بالصاد، وكذا ذكره الحميديّ في "الجمع بين الصحيحين" عن رواية مسلم،

ومعناهما: ملأناه. انتهى (?).

(فَكَانَ أَوَّلَ طَالِع عَلَيْنَا) بنصب "أولَ" على أنه خبر "كان" مقدّمًا، واسمها

قوله: (رَسئولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("أتَأْذَنَانِ؟ ") لي أن أسقيه راحلتي، هذا فيه

أدب النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وحسن خُلُقه، فإن جابرًا وصاحبه ما تقدّم إلا له، ولراحلته،

ولأصحابه الذين معه، ولكن راعى حقهما، فاستأذنهما.

وقال النوويّ رحمه الله: هذا تعليم منه - صلى الله عليه وسلم - لأمته الآداب الشرعية، والورع،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015