وقد وقع في رواية خالد بن عبد الله الطحان عن إسماعيل بن أبي خالد
في آخر هذا الحديث في مناقب سعد بعد قوله: "وضَلّ عملي": وكانوا وَشَوْا
به إلى عمر، قالوا: لا يحسن يصلي، ووقع كذلك هنا في رواية معتمر بن
سليمان، عن إسماعيل، عند الإسماعيليّ، ووقع في بعض طرق هذا الحديث
الذي فيه أنهم شَكَوْه عند مسلم، فقال سعد: أتعلّمني الإعراب الصلاة؟ فهذا
هو المعتمَد، وتفسير التعزير على ما شرحه مَن تَقَدَّم مستقيمٌ.
وأما قصة عتبة بن غزوان، فإنما قال في آخر حديثه ما قال؛ لأنه خطب
بذلك، وهو يومئذ أمير، فأراد إعلام القوم بأول أمره وآخره؛ إظهاراً منه
للتواضع، والتحدث بنعمة الله، والتحذير من الاغترار بالدنيا.
وأما سعد فقال ذلك بعد أن عُزِل، وجاء إلى عمر، فاعتذر، وأنكر على
من سعى فيه بما سعى. انتهى (?).
وقوله: (عَلَى الدِّينِ) متعلّقٌ بـ "تعزّرني"، وفي رواية البخاريّ: "على
الإسلام"؛ أي: على الصلاة؛ لأنها عماد الإسلام، أو على عمدة شرائعه،
والمراد: أنهم كانوا يؤدبوني، ويعلموني الصلاة، ويعيّروني بأني لا أحسنها،
وقال الطيبيّ -رَحِمَهُ الله-: عَبَّر عن الصلاة بالإسلام، كما عبَّر عنها بالإيمان في قوله
تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة: 143] إيذاناً بأنها عماد الدين،
ورأس الإسلام. انتهى (?).
(لَقَدْ خِبْتُ) بكسر الخاء المعجمة، وسكون الموحّدة؛ أي: خسرت (إِذاً)
بالتنوين؛ أي: إذا لم أُحسن الصلاة، وأفتقر إلى تعليم بني أسد إياي، (وَضَلَّ
عملي)؛ أي: جميع طاعاتي، ومجاهداتي، ومسابقتي في الإسلام، وصِدق
قدمي في الدِّين.
وفي رواية البخاريّ: "خِبتُ إذا، وضلَّ سعيي"، ووقع عند ابن سعد عن
يعلى ومحمد ابني عبيد، عن إسماعيل بسنده في آخره: "وضل عمليه" بزيادة
هاء في آخره، وهي هاء السكت، قاله في "الفتح" (?).