تعالى (وَسخِطَ) بالبناء للمفعول، (عَلَى صَاحِبَيْكَ") الأبرص والأقرع بما جنيا

على أنفسهما من جَحْد نِعَم الله تعالى، وآلائه، والله تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفق عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 7401] (2964)، و (البخاريّ) في "أحاديث

الأنبياء" (3464) و "الأيمان والنذور" (6653)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"

(314)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (7/ 219) وفي "شعب الإيمان" (3/ 229)،

والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان ما جُبل عليه أكثر الناس من جَحْد نِعم الله تعالى، وكذا

معنى قوله -عز وجل-: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)} [العاديات: 6]، فمعنى "الكنود":

هو الجَحود لِنِعَم ربه، فالقائم بشكر الله تعالى قليل، كما قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ

عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [سبأ: 13]، مصداق ذلك في هذا الحديث، فاثنان من الثلاثة

قاما بالجحود، وواحد منهم قام بالشكر لربه -سبحانه وتعالى-.

2 - (ومنها): الحثّ على الرفق بالضعفاء، وإكرامهم، وتبليغهم ما

يطلبون، مما يمكن، والحذر من كَسْر قلوبهم، واحتقارهم.

3 - (ومنها): الحثّ على التحدث بنعمة الله تعالى، وذم جحدها، والله أعلم.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:

[7402] (2965) - (حَدَّثنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ،

وَاللَّفْظُ لإسْحَاقَ- قَالَ عَبَّاسٌ: حَدَّثنا، وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا- أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِي،

حَدَّثنا بُكيرُ بْنُ مِسْمَارٍ، حَدَّثَني عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي

إِبِلِهِ، فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآه سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ، فَنَزَلَ،

فَقَالَ لَهُ: أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ، وَغَنَمِكَ، وَتَرَكْتَ النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ،

فَضَرَبَ سعد فِي صَدْرِهِ، فَقَالَ: اسْكُتْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ

يُحِبُّ الْعبدَ التَّقِي الْغَنيَ الْخَفِي").

طور بواسطة نورين ميديا © 2015