وبالسند المتّصل إلى المؤلّف-رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
[7401] (2964) - (حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ، أَنَّ أَبَا
هُرَيرَةَ حَدَّثَهُ؛ أنهُ سَمِعَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: "إِنَّ ثَلَاثةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ: أَبْرَصَ،
وَأَقْرع، وَأَعْمَى، فَأرَادَ اللهُ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا، فَأتى الأَبْرَصَ، فَقَالَ:
أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْن حَسَن، وَجِلْد حَسَن، وًيذْهَبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ
قَذِرَنِي النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ، وَأُعْطِيَ لَوْناً حَسَناً، وَجِلْداً حَسَناً،
قَالَ: فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الابِلُ، أَوْ قَالَ: الْبَقَرُ- شَكَّ إِسْحَاقُ، إِلَّا أَنَّ
الأَبْرَصَ، أَوِ الأقرَعَ قَالَ أَحَدُهُما: الإبِلُ، وَقَالَ الآخَرُ: الْبَقَرُ- قَالَ فَأُعْطِيَ نَاقَةً
عُشرَاءَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا، قَالَ: فَأتى الأقرَعَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ
إِلَيْكَ؟ قَالَ: شَعَرٌ حَسَن، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَذِرَني النَّاسُ، قَالَ: فَمَسَحَهُ،
فَذَهبَ عَنْهُ، وَأُعْطِيَ شَعَراً حَسَناً، قَالَ: فَأيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْبَقَرُ،
فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلاً، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ لَكَ فِيهَا، قَالَ: فَأتى الأَعْمَى، فَقَالَ: أَيُّ
شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْ يَرُدَّ اللهُ إِليَّ بَصَرِي، فَأُبْصِرَ بِهِ النَّاسَ، قَالَ: فَمَسَحَهُ،
فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ، قَالَ: فَأيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الْغَنَمُ، فَأعْطِيَ شَاةً وَالِداً،
فَأنتِج هَذَانِ، وَوَلَّدَ هَذَا، قَالَ: فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنَ الإبِلِ، وَلهَذَا وَادٍ مِنَ الْبَقَرِ،
وَلهَذَا وَادٍ مِنَ الْغَنَمِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّهُ أتي الأَبْرَصَ فِي صُورَتهِ، وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ
مِسْكَين، قَدِ انْقَطَعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغَ لِيَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ بِكَ،
أَسْأَلكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ، وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ، وَالْمَالَ، بَعِيراً أتبَلَّغُ عَلَيْهِ
فِي سَفَرِي، فَقَالَ: الْحُقُوقُ كَثِيرَة، فَقَالَ لَهُ: كَأني أَعْرِفُكَ، ألمْ تَكُنْ أَبْرَصَ،
يَقْذَرُكَ النَّاسُ، فَقِيراً، فَأَعْطَاكَ اللهُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا الْمَالَ كَابِراً عَنْ كَابِرٍ،
فَقَال: إِنْ كُنْتَ كاذِباً، فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلَى مَا كُنْتَ، قَالَ: وَأتى الأقرَعَ فِي صُورَتهِ،
فَقَال لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا، وَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَى هَذَا، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ كَاذِباً،
فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلَى مَا كُنْتَ، قَالَ: وَأتى الأَعْمَى فِي صُورَتهِ، وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ