الذي لا يقدر على مدافعته، فيمنعه عنه ظلمًا، وهذا بمقتضى التنافس،

والتحاسد، والتباغض، ويعضده رواية السمرقنديّ: "فيحملون بعضهم على

رقاب بعضهم"؛ أي: بالقهر والغلبة، وأما ما اختاره القاضي فغير ملائم

للحديث، فتدبّره تجده كما أخبرتك، والله تعالى أعلم (?).

مسائل تتعلَّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - هذا من أفراد

المصنّف -رَحِمَهُ الله-.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 7397] (2962)، و (ابن ماجه) في "الفتن"

(3996)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (6688)، و (يعقوب الفسويّ) في "المعرفة"

(2/ 514)، و (البيهقيّ) في "شعب الإيمان" (7/ 285)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): بيان معجزة للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر بما يكون بعده - صلى الله عليه وسلم -، فكان

كما أخبر به.

2 - (ومنها): بيان أن الفتوحات الدنيويّة سبب لحصول الفتن، من

التحاسد، والتباغض، والتدابر، والتقاتل.

3 - (ومنها): ذم المال إذا كان يؤدّي إلى التقاطع، والتباغض،

والتحاسد، وإلا فـ "نعم المال الصالح للرجل الصالح"، فقد أخرج الإمام

أحمد، وصححه ابن حبّان عن موسى بن عُليّ، عن أبيه، قال: سمعت

عمرو بن العاص يقول: بعث إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "خذ عليك ثيابك،

وسلاحك، ثم ائتني"، فأتيته، وهو يتوضأ، فصَعَّد فيّ النظرَ، ثم طأطأه، فقال:

"إني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلّمك الله، وُيغنمك، وأرغب لك من المال

رغبة صالحة"، قال: قلت: يا رسول الله ما أسلمت من أجل المال، ولكني

أسالمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "يا عمرو نِعم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015