(وَيَبْقَى وَاحِدٌ)؛ أي: لا ينفكّ عنه، وقوله: (يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ، وَمَالُهُ، وَعَمَلُهُ) توضيح
لقوله: "ثلاثة"، وقال في "الفتح": قوله: "يتبعه أهله، وماله، وعمله " هذا يقع
في الأغدب، ورب ميت لا يتبعه إلا عمله فقط، والمراد: من يتبع جنازته من
أهله، ورفقته، ودوابه، على ما جرت به عادة العرب، هاذا انقضى أمر الحزن
عليه رجعوا، سواء أقاموا بعد الدفن أم لا.
(فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ، وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ ") معنى بقاء عمله أنه يدخل معه القبر،
وقد وقع في حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- لطويل في صفة المسألة في القبر،
عند أحص رر وغيره، ففيه: "ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب
الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرّك، فهذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من
أنت؟ فوجهك الوجه يأتي بالخير، فيقول أنا عملك الصالح"، وقال في حق
الكافر: "ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر
بالذي يسوءك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الوجه
يجيء بالشرّ، فيقول: أنا عملك الخبيث ... " الحديث.
قال االكرمانيّ: التبعية في حديث أنس بعضها حقيقة، وبعضها مجاز،
فيستفاد منه استعمال اللفظ الواحد في حقيقته ومجازه، قال الحافظ: هو في
الأصل ص قيقة في الحس، ويطرقه المجاز في البعض، وكذا المال، وأما العمل
فعلى الحقيقة في الجميع، وهو مجاز بالنسبة إلى التبعية في الحسّ. انتهى (?)،
والله تعالر، أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخم جه (المصنّف) هنا [1/ 7394] (0 296)، و (البخاريّ) في "الرقاق "
(6514)، و (الترمذيّ) في "الزهد" (2379)، و (النسائيّ) في "المجتبى"
(1937) و"الكبرى" (2064)، و (احمد) في "مسنده " (11670)، و (الحميديّ)