وأما الرقاق، بكسر الراء، وتخفيف القاف، وكذا الرقائق، فهي: جمع
رقيقة، وسُمّيت هذه الأحاديث بذلك؟ لأن في كل منها ما يُحدث في القلب
رِقّة، قال أهل اللغة: الرقة: الرحمة، وضدّ الغِلَظ، ويقال للكثير الحياء: رَقّ
وجهه استحياءً، وقال الراغب: متى كانت الرقة في جسم، فضدّها الصَّفَاقة،
كثوب رؤيق، وثوب صَفيق، ومتى كانت في نفس، فضدّها القسوة، كرقيق
القلب، وقاسي القلب، وقال الجوهريّ: وترقيق الكلام: تحسينه، ذكره في
"الفتح" (?).
(?) - (بَابُ بَيَانِ كَوْنِ الدُّنَيَا سِجْنَ الْمُؤْمِنِ،
وَهَوَانِهَا عَلَى اللهِ تَعَالَى، وَغَيْرِ ذَلِكَ)
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[7387] (2956) - (حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ- يَعْنِي:
الدَّرَاوَرْدِيَّ - عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:
"الدُّنْيَا سِبحْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ").
رجال هذا الإسناد: خمسة:
1 - (قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدِ) الثقفيّ، أبو رجاء البغلانيّ، ثقةٌ ثبتٌ [10]
(ت 240) وهو ابن (90) سنةً (ع)، تقدم في "المقدمة" 6/ 50.
2 - (عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ) هو: عبد العزيز بن محمد بن عُبيد، أبو
محمد الِجُهَنيّ مولاهم المدنيّ، صدوق، كان يحدِّث من كتب غيره
فيخطئ، قال النسائيّ: حديثه عن عبيد الله العمري منكر [8] (ت 6 أو 187)
(ع)، تقدم في "الإيمان" 8/ 135.
3 - (الْعَلَاءُ) بن عبد الرحمن بن يعقوب الْحُرَقيّ، أبو شِبْل- بكسر
المعجمة، وسكون الموحدة- المدنيّ، صدوق، رُبَّما وَهِم [5] مات سنة بضع
وثلاثين ومائة (ز م 4)، تقدم في "الإيمان" 8/ 135.