قال الجامع عفا الله عنه: "الزُّهْدُ" بضم، فسكون: ترك الشيء،
والإعراض عنه، قال الفيّوميّ رحمه الله: زَهِدَ في الشيء، وزَهِدَ عنه أيضًا زُهْدًا،
وزَهَادَة: بمعنى تركة، وأعرض عنه، فهو زَاهِدٌ، والجمع زُهَّادٌ، ويقال
للمبالغة: زِهِّيدٌ، بكسر الزاي، وتثقيل الهاء، وزَهَدَ يَزْهَدُ، بفتحتين لغة،
ويتعدى بالتضعيف، فيقال: زَهَّدْتُهُ فيه، وهو يَتَزَهَّدُ، كما يقال: يَتَعَبّد، وقال
الخليل: الزَّهَادَةُ في الدنيا، والزُّهْدُ في الدين، وشيء زَهِيدٌ، مثلُ قليل وزنًا
ومعنى. انتهى (?).
وقال المجد رحمه الله: زَهَدَ فيه، كمَنَعَ، وسَمِعَ، وكَرُمَ زُهْدًا، وزَهَادَةً، أو
هي في الدنيا، والزُّهد في الدين: ضدّ رَغِبَ. انتهى.
وقال في "التاج " عن بعض أئمة اللغة أنه قال: أصوب ما قيل فيه- أي:
في تعريف، الزهد- أنه: أخذ أقلّ الكفاية، مما تُيُقِّن حلُّه، وترك الزائد على
ذلك لله تعالى. انتهى (?).
وقال الغزاليّ رحمه الله في "الإحياء": الزهد عبارة عن انصراف الرغبة عن
الشيء إلي ما هو خير منه، فكلّ من عدل عن شيء إلى غيره ببيع، أو غيره،
فإنما عدل عنه لرغبته عنه، د انما عدل إلى غيره لرغبته فيه، فحاله بالإضافة إلى
المعدول عنه يسمّى زهدًا، وبالإضافة إلى المعدول إليه يسمى رغبةً وحبًّا، فإذن
يستدعي. حال الزهد مرغوبًا عنه، ومرغوبًا فيه هو خير من المرغوب عنه،
وشرط المرغوب عنه أدط يكون هو أيضًا مرغوبًا فيه بوجه من الوجوه، فمن
رغب عما ليس مطلوبًا في نفسه لا يسمى زاهدًا، فتارك الحجر، والتراب،