يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ الْخَمَرِ، وَهُوَ جَبَلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيَقُولُونَ: لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي
الأَرْضِ، هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَرُدُّ اللهُ عَلَيْهِمْ
نُشَّابَهُمْ، مَخْضُوبَةً دَماً"، وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حُجْرٍ: "فَإِنِّي قَدْ أَنْزَلْتُ عِبَاداً لِي لَا
يَدَيْ (?) لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ").
رجال هذا الإسناد: أربعة:
1 - (عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ) المرزويّ، تقدّم قريباً.
2 - (عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ) الأزديّ أبو إسماعيل
الدمشقيّ، ثقة [8].
روى عن أبيه، وعمه يزيد، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر،
ومحمد بن الحجاج الخولانيّ، وغيرهم.
وروى عنه الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وسليمان بن عبد الرحمن،
ومحمد بن المبارك الصوريّ، وهشام بن عمار، وعلي بن حجر، وغيرهم.
قال الحسين بن الحسن الرازي عن ابن معين: لا بأس به، وكذا قال
النسائيّ، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"،
وكان أبوه أكبر منه بثلاث عشرة، أو أربع عشرة سنة.
أخرج له المصنّف، وأبو داود في "القدر"، والترمذيّ، والنسائيّ، وليس
له عندهم إلا هذا الحديث.
والباقيان ذُكرا قبله.
وقوله: (دَخَلَ حَدِيثُ أَحَدِهِمَا فِي حَدِيثِ الآخَرِ)؛ يعني: أن حديث
عبد الله بن عبد الرحمن، وحديث الوليد بن مسلم تداخلا، فلم يتميّز حديث
أحدهما من حديث الآخر، ومثل هذا لا يضرّ؛ لأن كليهما ثقتان، وقد تقدّم
نظيم هذا في حديث الزهريّ لقصّة الإفك، فلا تنس.
وقوله: (بِهذَا الإِسْنَادِ إلخ) يعني عن يحيى بن جابر الطائيّ، عن
عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن النوّاس بن سمعان - رضي الله عنه -.