أي: كاختلاطها، ويتسافدون، وقيل: يتخاصمون، فإن الأصل في الهرج:
القتل، وسرعة عَدْو الفرس، وهَرِج في حديثه؛ أي: خلط، وقال النوويّ - رحمه الله -:
أي يجامع الرجل النساء علانية بحضرة الناس، كما يفعل الحمير، ولا يكترثون
لذلك، والهرج بإسكان الواء: الجماع، ويقال: هرج زوجته؛ أي: جامعها,
يهرجها بفتح الراء، وضمها، وكسرها، (فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ") أي: لا على
غيرهم، وسيأتي عند مسلم حديث: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس".
وقدا تقدّم له في "كتاب الإيمان" حديث: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في
الأرض: الله الله"، والله تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث النوّاس بن سمعان - رضي الله عنه - هذا من أفراد
المصنّف - رحمه الله -.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [20/ 7343 و 7344] (2937)، و (أبو داود) في
"الملاحم" (4321)، و (الترمذيّ) في "الفتن" (2240)، و (ابن ماجه) في
"الفتن" (4126)، و (أحمد) في "مسنده" (4/ 181)، و (الحاكم) في "المستدرك"
(4/ 538)، و (الطبرانيّ) في "مسند الشاميين" (1/ 356)، و (ابن منده) في
"الإيمان" (2/ 933)، و (البغويّ) في "شرح السنّة" (15/ 54)، و (ابن عساكر)
في "تاريخ دمشق" (2/ 219)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان معجزة للنبيّ - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر بما سيقع، وسيقع كما
أخبر - صلى الله عليه وسلم -.
2 - (ومنها): بيان شدّة اهتمام النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في ذكر الدجّال، وبيان ما يظهر
علي يديه مما يفتن به الناس.
3 - (ومنها): بيان عناية الله - سبحانه وتعالى - وعظيم فضله على هذه الأمة حيث يدفع
عن سوء هذا اللعين، فيستطيع كل مسلم أن يدفع عنه فنتة الدجال بإبطال
حججه، ودحض تمويهاته.