الحلوبة، قال النوويّ: اللقحة بكسر اللام، وفتحها لغتان مشهورتان، والكسر

أشهر، وهي القريبة العهد بالولادة، وجمعها لِقَحٌ، بكسر اللام، وفتح القاف،

كبِرْكَةٍ وبِرَك، واللقوح ذات اللبن، وجمعها لقاح. انتهى.

وقوله: (مِنَ الإِبِلِ) بيان للّقحة، (لَتَكْفِي)؛ أي: لبنها، (الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ)

بهمز على زنة رجال، والعامة تبدل الهمز ياء: الجماعة من الناس، ولا واحد

له من لفظة، والمراد به هنا: أكثر من القبيلة، كما أن القبيلة أكثر من الفخذ,

وقال النوويّ: الفئام بكسر الفاء وبعدها همزة ممدودة: هي الجماعة الكثيرة،

هذا هو المشهور المعروف في اللغة، وروايةِ الحديث، بكسر الفاء، وبالهمز,

قال القاضي: ومفهم من لا يجيز الهمز، بل يقوله بالياء، وقال في "المشارق":

وحكاه الخليل بفتح الفاء، قال: وذكره صاحب "العين" غير مهموز، وأدخله

في حرف الياء، وحكى الخطابي أن بعضهم ذَكَره بفتح الفاء، وتشديد الياء،

وهو غلط فاحش. انتهى (?).

(وَاللِّقْحَةَ) بالنصب عطفاً على اسم "إن"؛ أي: إن اللقحة (مِنَ الْبَقَرِ

لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ) بالنصب أيضاً؛ لِمَا ذُكر. (مِنَ الْغَنَم لَتَكْفِي

الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ) قال النوويّ: قال أهل اللغة: الفخذ: الجماعة من الأَقارب،

وهو دون البطن، والبطن دون القبيلة، قال القاضي: قال ابن فارس: الفخذ

هنا بإسكان الخاء، لا غير، فلا يقال: إلا بإسكانها، بخلاف الفخذ التي هي

العضو، فإنها تكسر، وتسكن. انتهى.

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: الفخذ: دون القبيلة، وفوق البطن، قال الزبير بن

بكار: العرب على ست طبقات: شعبٌ، وقبيلة، وعمارة، وبطن، وفخذ،

وفصيلة، وما بينهما من الآباء، فإنَّها يعرفها أهلها، وسُمّيت بالشعوب؛ لأنَّ

القبائل تتشعّب منها، وسمّيت القبائل بذلك؛ لأنَّ العمائر تقابلت عليها,

فالشعب يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون،

والبطون تجمع الأفخاذ. قال ابن فارس: لا يقال في فخذ النسب إلا بسكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015