5 - (أَبُو نَضْرَةَ) - بنون وضاد معجمة ساكنة- المنذر بن مالك بن قُطَعة
الْعَبديّ الْعَوَقيّ البصريّ مشهور بكنيته، ثقةٌ [3] مات سنة ثمان، أو تسع ومائة
(خت م غ) تقدم في "الإيمان" 6/ 127.
6 - (جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) بن عمرو بن حرام الأنصاريّ، ثم السَّلَميّ
- بفتحتين- الصحابيّ ابن الصحابي - رضي الله عنهما -، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة
بعد السبعين، وهو ابن أربع وتسعين سنةً (ع) تقدم في "الإيمان" 4/ 117.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من خماسيّات المصنّف رحمه الله، وفي رواية تابعيّ عن تابعيّ، وفيه
جابر بن عبد الله صحابيّ ابن صحابيّ، وهو من المكثرين السبعة، روى
(1540) حديثًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي نَضْرَةَ) المنذر بن مالك العوفيّ؛ أنه (قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَابرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ) - رضي الله عنهما - (فَقَالَ) جابر - رضي الله عنه -: (يُوشِكُ) مضارع أوشك؛ أي: يقربَ (أَهْلُ
الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَئ) بالبناء للمفعول، يقال: جبيتُ المالَ والخراجَ أجبيه جِبايَةً:
جمعته، وجبوته أجبوه جِباوة مثله، قاله الفيّوميّ رحمه الله (?). (إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ) مكيال
معروفا لأهل العراق، قال الأزهريّ: هو ثمانية مكاكيك، والمكّوك صاع
ونصف. (وَلَا دِرْهَمٌ)؛ أي: من زكاة، ولا خَراج. (قُلْنَا) معاشر الحاضرين
لجابر - رضي الله عنه -: (مِنْ أَيْنَ ذاكَ؟ )؛ أي: من أيّ سبب يكون ذلك المنع؟ (قَالَ)
جابر: (مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ)؛ أي: من جهة ملوك، وجيوش العجم من الفرس،
وغيرهم، (يَمْنَعُونَ ذَاكَ)؛ أي: دفع حقوق المسلمين للمسلمين ظلمًا وعدوانًا،
(ثُمَّ قَالَ) جابر - رضي الله عنه -: (يُوشِكَ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لَا يُجْبَئ إِلَيْهِمْ دِينَارٌ، وَلَا مُدْيٌ)
بضمّ الميم، وسكون الدال المهملة، آخره ياء، بوزن قُفْل: مكيال معروف
لأهل الشام يسع خمسة عشر مكّوكًا. (قُلْنَا) لجابر: (مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ ) المنع،
(قَالَ: مِنْ قِبَلِ الرُّومِ) حيث يمنعون.