الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ (?) قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ

قُتِلَ"، فَقِيلَ: كيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: "الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"، وَفِي

رِوَايَةِ ابْنِ أَبَانَ: قَالَ: هُوَ يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ (?)، لَمْ يَذْكُرِ

الأَسْلَمِيَّ).

رجال هذا الإسناد: ستّة:

وكلهم ذُكروا قبله، غير:

1 - (أَبِي إِسمَاعِيلَ الأَسْلَمِيِّ) فهو بشير بن سلمان الكنديّ الكوفيّ، والد

الحكم، ثقةٌ يُغْرِب [6] (بخ م 4) تقدم في "صلاة المسافرين وقصرها" 46/ 1889.

[تنبيه]: قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وفي الرواية: "حَدَّثَنَا محمد بن فضيل، عن

أبي إسماعيل الأسلميّ، عن أبي حازم"، ثم قال مسلم: "وفي رواية أبان:

قال: هو يزيد بن كيسان، عن أبي إسماعيل، لَمْ يذكر الأسلميّ". هكذا هو في

النُّسخ، ويزيد بن كيسان هو أبو إسماعيل، وفي الكلام تقديم وتأخير، ومراده:

وفي رواية ابن أبان قال: عن أبي إسماعيل، هو يزيد بن كيسان، وظاهر اللفظ

يوهم أن يزيد بن كيسان يرويه عن أبي إسماعيل، وهذا غلط، بل يزيد بن

كيسان هو أبو إسماعيل، ووقع في بعض النُّسخ: "عن يزيد بن كيسان؛ يعني:

أبا إسماعيل" وهذا يوضح التأويل الذي ذكرناه، وقد أوضحه الأئمة بدلائله كما

ذكرته، قال أبو عليّ الغسانيّ: اعلم أن يزيد بن كيسان يكنى أبا إسماعيل، وأن

بشير بن سلمان يكنى أبا إسماعيل الأسلميّ، وكلاهما يروي عن أبي حازم،

فقد اشتركا في أحاديث عنه، منها هذا الحديث، رواه مسلم أَوّلًا عن يزيد بن

كيسان، ثم رواه عن رواية أبي إسماعيل الأسلميّ، إلَّا في رواية ابن أبان، فإنه

جعاله عن يزيد بن كيسان أبي إسماعيل، ولهذا لَمْ يذكر الأسلميّ في نسبه،

والله أعلم. انتهى كلام النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ - (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015