رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (عَمْرٌ النَّاقِدُ) ابن محمد بن بكرٍ البغداديّ، تقدّم قريبًا.
2 - (الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ) الشاميّ، نزيل بغداد، يكنى أبا عبد الرَّحمن،
ويُلَقّب شاذان، ثقةٌ [9] مات في أول سنة ثمان ومائتين (ع) تقدم في "المساجد
ومواضع الصلاة" 56/ 1552.
3 - (زُهَيْرُ) بن معاوية بن حُديج، أبو خيثمة الجعفيّ، تقدّم قريبًا.
والباقون ذُكروا في الباب الماضي، وقبل أربعة أبواب.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:
أنه من سُداسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وأن نصفه الأول مسلسل بالبغداديين،
والثاني بالمدنيين، وفيه رواية الابن عن أبيه، وفيه أبو هريرة - رضي الله عنه -.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "تَبْلُغُ الْمَسَاكِنُ
إِهَابَ، أَوْ يَهَابَ") قال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: الأول بكسر الهمزة، والثاني بالياء
المكسورة، عند أكثرهم، وعند ابن عيسى: "أو نِهَاب"، بالنون المكسورة، وهو
موضع بينه وبين المدينة القَدْر الذي كَنَى عنه سهيل بكذا كذا ميلًا، وقد تقدَّم:
أن من أهل اللسان من حَمَل هذا على الأعداد المعطوفة التي أوَّلها إحدى
وعشرون، وآخرها تسعة وتسعون، وهذا إخبار منه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأن الناس يكثرون
بالمدينة، ويتّسعون في مساكنها، وبنيانها، حتى يصل بنيانهم ومساكنهم إلى هذا
الموضع، وقد كان ذلك - والله تعالى أعلم - في مدة بني أمية، ثم بعد ذلك
تناقص أمرها إلى أن أقفرت جهاتها، كما تقدَّم. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: الظاهر أنَّها عادت الآن في الوقت الحاضر إلى هذا
الحدّ، بل تجاوزته، كما لا يخفى على من حقّق النظر فيها، والله تعالى أعلم.
وقال ياقوت في "معجم البلدان": إهاب بالكسر: موضع قرب المدينة،
ذكره في. خبر الدجال في "صحيح مسلم"، قال: بينهما كذا وكذا؛ يعني من