سيبلغ ما زُوي لي منها، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يُهلكهم بسنة عامّة، وأن لا
يُسلّط عليهم عدوًّا من غيرهم، فيهلكهم، ولا يُلبسهم شيعًا، ويذيق بعضهم بأس
بعض، فقال: يا محمد إني إذا أعطيت عطاءً، فلا مردّ له، إني أعطيتك لأمتك أن
لا يهلكوا بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوًّا من غيرهم". انتهى (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّلَ الكتاب قال:
[7232] (2890) - (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
نُمَيْرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ،
أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنَ الْعَالِيَةِ،
حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ، فَرَكَعَ فِيهِ رَكعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، وَدَعَا رَبَّهُ
طَوِيلًا، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا، فَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْن، وَمَنَعَنِي
وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ، فَأَعْطانِيهَا، وَسأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِك أُمَّتِي
بِالْغَرَقِ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا").
رجال هذا الإسناد: ستة:
1 - (ابنُ نُمَيْرٍ) هو: محمد بن عبد الله بن نُمير الْهَمْدانيّ - بسكون الميم -
الكوفيّ، أبو عبد الرَّحمن، ثقةٌ حافط فاضل [10] (ت 234) (ع) تقدم في
"المقدمة" 2/ 5.
2 - (عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرِ) - بنون، مصغرًا - الْهَمْدانيّ، أبو هشام الكوفيّ،
ثقةٌ صاحب حديث، من أهل السُّنَّة، من كبار [9] (ت 199) وله أربع وثمانون
سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" 2/ 5.
3 - (عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمِ) بن عباد بن حُنيف - بالحاء المهملة، والنون،
مصغّرًا - الأنصاريّ الأوسيّ، أبو سهل المدنيّ، ثم الكوفيّ، ثقةٌ [5] مات قبل
الأربعين ومائة (خت م 4) تقدم في "الطهارة" 11/ 584.
4 - (عَامِرُ بْنُ سَعْدِ) بن أبي وقّاص الزهريّ المدنيّ، ثقةٌ [3] (ت 104)
(ع) تقدم في "الإيمان" 13/ 159.