والأول أصح. انتهى (?).

وقال القرطبيّ رحمهُ اللهُ: قوله: "فيدقّ عليه بحجر" هذا محمول على ظاهره،

وذلك أنه إن فعل ذلك لم يكن له شيء يستعين به على الدخول فيها، فيفرّ

منها، فيسلم. انتهى (?).

(ثُمَّ لْيَنْجُ) بكسر اللام، ويسكن، وبفتح الياء، وسكون النون، وضم

الجيم؛ أي: ليفرّ، ويسرع هَرَبًا، حتى لا تصيبه الفتن، وينجو بنفسه (إِنِ

اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ) بفتح النون، والمدّ؛ أي: الخلوص منها، يقال: نجا من

الهلاك ينجو نجاةً: خَلَص، والاسم: النجاء بالمدّ، وقد يُقصر، قاله

الفيّوميّ رحمهُ اللهُ (?).

قال الطيبيّ رحمهُ اللهُ: قوله: "يعمد إلخ" عبارة عن تجرده تجردًا تامًّا، كأنه

قيل: من لم يكن له ما يشتغل به من مهامه، فلينج برأسه. انتهى (?).

قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعد ذكر هذه الفتن، والتحذير عن الوقوع في محن ذلك

الزمن: (اللَّهُمَّ)؛ أي: يا الله (هَلْ بَلَّغْتُ)؛ أي: قد بلّغت إلى عبادك ما أمرتني

به أن أبلغه إياهم، (اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ") كرّره ثلاث مرّات

مبالغةً. (قَالَ) أبو بكرة: (فَقَالَ رَجُلٌ) لم يُعرف: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ)؛ أي:

أخبرني (إِنْ أُكْرِهْتُ) بالبناء للمفعول؛ أي: أكرهني الناس (حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي)

بالبناء للمفعول أيضًا؛ أي: حتى يُذهب بي (إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ) المتحاربينْ (أَوْ

إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ) "أو" هنا للشكّ من الراوي؛ أي: إحدى الجماعتين، (فَضَرَبَنِي

رَجُلٌ بِسَيْفِهِ) وقوله: (أَوْ) هنا للتنويع، (يَجِيءُ سَهْمٌ) بصيغة المضارع عطفًا على

الماضي، (فَيَقْتُلُنِي؟ ) قال القاري: الظاهر أنه تفريع على الأخير، والإسناد

مجازيّ، ويَحْتَمِل أن يشمل أيضًا الأول، والمعنى: فما حكم القاتل والمقتول؟

(قَالَ) -صلى الله عليه وسلم-: ("يَبُوءُ)؛ أي: يرجع القاتل، وقيل: الْمُكْرِهُ، (بِإِثْمِهِ)؛ أي: بعقوبة

ما فعله من قبلُ عمومًا، (وَإِثْمِكَ)؛ أي: وبعقوبة قتْلك إياه خصوصًا، أو المراد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015