الخلُق، و"الْفَحَّاشُ" نعت لـ"الشنظير"، وليس بمعنى له؛ أي: يكون مع سوء

خلقه فحّاشًا. انتهى (?).

قال القاري: المعنى كما قال الشيخ، سواء كان هناك صفة أخرى لهما

أم لا، ورُوي بالواو، وحينئذ إما أن يجعل اثنين من الخمسة، فيكون قوله:

"والشنظير" منصوبًا عطفًا على الكذب تتمة له، وإمّا أن يُجعلا واحدًا فيكون

الشنظير مرفوعًا، كذا قاله شارح، لكن قوله: "تتمة له" غير صحيح؛ لأن التعدد

المفهوم من الواو، وهو الذي فرّ منه واقع فيه، ولا يصح أن يكون الشنظير

عطف تفسير للكذب؛ لِمَا بينهما من التباين، فالصواب: أن الواو بمعنى "أو"،

كما يدلّ عليه الأصول المعتمَدة، والنسخ المصححة.

ثم الشنظير بكسر الشين والظاء المعجمتين بينهما نون ساكنة: السيئ

الخُلُق، وهو مرفوع على الصحيح كما سبق.

وقوله: "الفحاش" نعت له، وليس بمعنى له؛ أي: المكثر للفحش،

والمعنى أنه مع سوء خلقه فحّاش في كلامه؛ لِمَا بينهما من التلازم الغالبي.

انتهى كلام القاري (?).

وقال القرطبيّ -رحمه الله-: قوله: "وذكر البخل والكذب" هكذا الرواية المشهورة

فيه بالواو الجامعة، وقد رواه ابن أبي جعفر عن الطبريّ بـ "أو" التي للشك، قال

القاضي: ولعله الصواب، وبه تصحّ القسمة؛ لأنَّه ذكر أن أصحاب النار خمسة:

الضيف الذي وُصف، والخائن الذي وُصف، والرجل المخادع الذي وُصف،

قال: وذكر البخل والكذب، ثم ذكر الشنظير الفحّاش، فرأى هذا القائل أن

الرابع هو صاحب أحد الوصفين، وقد يَحْتَمِل أن يكون الرابع مَن جَمَعهما على

رواية واو العطف، كما جمعهما في الشنظير الفحّاش. وكذلك قوله: "أهل

الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدّق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي

قربى، ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال"، قال: كذا قيّدناه بخفض "مسلم"

عطفًا على ما قبله، وفي رواية أخرى: "ومسلم عفيف" بالرفع، وحذف الواو.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015