المهملة- القرشيّ الصحابي المشهور - رضي الله عنه -؛ أنه (قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) الناس (فَذَكَرَ النَّاقَةَ) "أل" هنا للعهد الذهنيّ؛ أي: الناقة المعروفة لدى كلّ من
قرأ القرآن، وعلم معناه، وهي ناقة صالح؛ (وَذَكَرَ) الشخص (الَّذِي عَقَرَهَا)؛
أي: جرحها، يقال: عقره عقرًا، من باب ضرب: جَرَحه، وعقر البعير بالسيف
عقرًا: ضرب قوائمه به، لا يُطلق الْعَقْر في غير القوائم، وربّما قيل: عقره: إذا
نحره، قاله الفيّوميّ رَحمه اللهُ (?).
والذي عقرها هو قُدَار بن سالف، وأمه قديرة، وهو أحيمر ثمود الذي
يُضرب المثل في الشؤم، وقال ابن قتيبة: وكان أحمر، أشقر، أزرق، قصيرًا،
وذُكر أنه ولد زنى، وُلد على فراش سالف، قاله في "العمدة" (?).
وقال في "الفتح": وعاقر الناقة اسمه: قُدار بن سالف، قيل: كان أحمر،
أزرق، أصهب، وذكر ابن إسحاق في "المبتدأ" وغير واحد أن سبب عقرهم
الناقة أنهم كانوا اقترحوها على صالح عليه السَّلام، فأجابهم إلى ذلك بعد أن تعنّتوا
في وَصْفها، فأخرج الله له ناقة من صخرة بالصِّفة المطلوبة، فآمن بعض، وكفر
بعض، واتفقوا على أن يتركوا الناقة ترعى حيث شاءت، وتَرِد الماء يومًا بعد
يوم، وكانت إذا وردت تشرب ماء البئر كله، وكانوا يرفعون حاجتهم من الماء
في يومهم للغد، ثم ضاق بهم الأمر في ذلك، فانتدب تسعة رهط منهم قُدار
المذكور، فباشر عقرها، فلما بلغ ذلك صالحًا عليه السَّلام أعلمهم بأن العذاب سيقع
بهم بعد ثلاثة أيام، فوقع كذلك، كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه.
وأخرج أحمد، وابن أبي حاتم، من حديث جابر - رضي الله عنه -، رفعه: "إن الناقة
كانت تَرِد يومها، فتشرب جميع الماء، ويحتلبون منها مثل الذي كانت تشرب"،
وفي سنده إسماعيل بن عياش، وفي روايته عن غير الشاميين ضَعف، وهذا
منها. انتهى (?).
(فَقَالَ) - صلى الله عليه وسلم -: ("إِذِ انْبَعَثَ)؛ أي: قام لعقر الناقة (أَشْقَاهَا)؛ أي: أشد قبيلة
ثمود شقاوة، وهو قُدار المذكور، وقوله: (انْبَعَثَ بِهَا) تفسير وبيان لقوله: "إذ