الإسماعيليّ: "مستضعف"، وفي حديث عبد الله بن عمرو، عند الحاكم:

"الضعفاء المغلوبون"، وله من حديث سُراقة بن مالك: "الضعفاء المغلوبون"،

ولأحمد من حديث حذيفة: "الضعيف المستضعف، ذو الطِّمرين، لا يُؤْبَهُ له".

والمراد بالضعيف: مَن نفسه ضعيفة؛ لتواضعه، وضَعف حاله في الدنيا،

والمستضعَف المحتقَر لخموله في الدنيا، قاله في "الفتح" (?).

وقال في "الفتح": قوله: "كل ضعيف": قال أبو البقاء: "كل" بالرفع لا

غير، والتقدير: هم كل ضعيف إلخ، والمراد بالضعيف: الفقير،

و"المستضعف" بفتح العين المهملة، وغلط من كسرها؛ لأن المراد: أن الناس

يستضعفونه، ويقهرونه، ويحقرونه، وذكر الحاكم في "علوم الحديث" أن ابن

خزيمة سئل من المراد بالضعيف هنا؟ فقال: هو الذي يبرئ نفسه من الحول

والقوة في اليوم عشرين مرة إلى خمسين مرة، وقال الكرمانيّ: يجوز الكسر،

ويراد به: المتواضع المتذلل. انتهى (?).

وقال القارى رحمه اللهُ: قوله: "كل ضعيف" بالرفع، على تقدير "هو"، وفي

نسخة بالجرّ على البدلية، قال: والأظهر أن معناه: أنه ليس بمتكبر جبار،

ويدل عليه قرينته الآتية، فالحكم كليّ، لا غالبيّ، على ما سيجيء.

وقوله: "متضعف" بفتح العين، وتُكسر، من باب التأكيد، كجنود مجندة،

والقناطير المقنطرة، وظل ظليل، وفائدةُ التاء الموضوعة للطلب أن الضعف

الحاصل فيه، كأنه مطلوب منه التذلل والتواضع، مع إخوانه، وإن كان قويًّا

مترجِّلًا مع أعدائه، قال تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]،

وقال: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة: 54]، ففيه إشارة إلى أن كل

من كَثُر تواضعه مع المؤمنين يكون في أعلى مراتب المقربين، كما أن من يكون

أكثر تكبرًا وتجبرًا يكون في أسفل السافلين.

وقال النوويّ: ضبطوه بفتح العين، وكسرها، والمشهور الفتح، ومعناه:

يستضعفه الناس، ويحتقرونه، ويتجرؤون عليه؛ لِضَعف حاله في الدنيا، يقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015