مُعَاويَةَ، غَيْرَ أنَّهُ قَالَ: "فَذَلِكَ قَوْلُهُ عزَّ وجلَّ"، وَلَمْ يَقُلْ: ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَلَمْ يَذْكُرْ أَيْضًا: وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنْيَا).
قال الجامع عفا الله عنه: ذُكر هذا الإسناد نفسه في هذا الباب قبل خمسة
أحاديث، فلا حاجة إلى إعادة الكلام فيه.
وقوله: (ثُمَّ ذَكَرَ بِمَعْنَى حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ، غَيْرَ أنَّهُ قَالَ) الضمير لجرير بن
عبد الحميد.
[تنبيه]: رواية جرير بن عبد الحميد عن الأعمش هذه ساقها أبو يعلى رحمه اللهُ
في "مسنده"، فقال:
(1175) - حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي
صالح، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا دخل أهل الجنة الجنة،
وأهل النار النار، قيل: يا أهل الجنة، فيشرئبّون، فينظرون، فيجاء بالموت كأنه
كبش أملح، فيقال لهم: هل تعرفون هذا الموت؟ ، فيقولون: هو هذا، وكلهم
قد عرفوه، فيُقَدّم، فيُذبَحُ، ثم يقال لهم: يا أهل الجنة خلود لا موت، ويا أهل
النار خلود لا موت، قال فذلك قوله: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي
غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)} [مريم: 39] ". انتهى (?).
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه اللهُ أوّلَ الكتاب قال:
[7155] (2850) - (حَدَّثنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِىُّ،
وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنِي، وَقَالَ الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ -وَهُوَ ابْنُ
إِبْرَاهيمَ بْنِ سَعْدٍ- حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ قَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "يُدْخِلُ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارَ، ثُمَّ
يَقُومُ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ، فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ لَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ لَا مَوْتَ، كُلٌّ
خَالِدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ").
رجال هذا الإسناد: ثمانية:
1 - (الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ الْحُلْوَانِيُّ) نزيل مكة، تقدّم قريبًا.