بالآية متأخر، وهو المراد من الحديثين، ولا ينافيه مجرد الرضى اللازم لأهل

الجنة، فلا يَرِد اعتراض صاحب "الإتحاف" عليه، وأما قوله: والهموم والغموم

لازمة لأهل النار، فقد أشار إلى جوابه المحقق أبو السعود، فقال: ولك أن

تقول: إنهم ليسوا مخلدين في العذاب الذي هو عذاب النار، بل لهم من أفانين

العذاب ما لا يعلمه إلا الله - سبحانه وتعالى -، وهو العقوبات، والآلام الروحانية التي لا

يقف عليها في الدنيا المنغمسون في أحكام الطبيعة المقصود إدراكهم ما ألفوا

به من الأحوال الجسمانية، وليس لهم استعداد لتلقي ما وراء ذلك من الأحوال

الروحانية، وهذه العقوبات، وإن كانت تعتريهم، وهم في النار، لكنهم ينسون

بها عذاب النار، ولا يحسونها، وهذا كاف في تحقيق معنى الاستثناء. انتهى

كلامه (?).

وهذا وجه حَسَن مُحْتَمِل، على أنه الذي أراد صاحب "الكشاف"، ويندفع

به اعتراض صاحب "الإتحاف".

هذا: وفي "الكشف على الكشاف" ما لفظه (?):

هذا في أهل النار ظاهر؛ لأنهم يُنقلون من حر النار إلى برد الزمهرير،

والرد بأن النار عبارة عن دار العقاب غير وارد؛ لأنا لا ننكر استعمال النار فيها

تغليباً، أما دعوى الغلبة حتى هُجِر الأصل فلا، ألا ترى إلى قوله: {نَارًا تَلَظَّى}

[الليل: 14] وقوله: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24] والتحريم: 6] وكم،

وكم.

وأما رضوان الله عن أهل الجنة، وهم فيها فيأبى الاستثناء، كيف،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015