مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- هذا من أفراد

المصنّف رحمه الله.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [1/ 7104] (2822)، و (الترمذيّ) في "صفة

الجنّة" (2559)، و (أحمد) في "مسنده" (3/ 153 و 254 و 284)، و (الدارميّ)

في "سننه" (2/ 339)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (716 و 718)، و (البغويّ)

في "شرح السُّنَّة" (4114)، والله تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

1 - (منها): أن هذا الحديث من جوامع كلمه -صلى الله عليه وسلم-، وبديع بلاغته في ذمّ

الشهوات، وإن مالت إليها النفوس، والحضّ على الطاعات، وإن كرهتها

النفوس، وشقّ عليها، فينبغي للعبد مجاهدة نفسه، والمبادرة إلى طاعة ربّه،

حتى يصل إلى الجنّة.

2 - (ومنها): بيان أن الجنّة والنار مخلوقتان اليوم، وقد دلّت الأدلة من

الكتاب والسُّنَّة على ذلك، وزعمت المعتزلة أنهما يُخلَقان يوم الجزاء، درهو

مذهب باطلٌ، منابذ للنصوص الصحيحة الصريحة.

3 - (ومنها): بيان صعوبة الوصول إلى الجنّة، حيث إنها محفوفة

بالمكاره، فلا يصل إليها إلا من أزال تلك الحجب، ولن يكون ذلك إلا ممن

وفّقه الله تعالى للطاعات، وجنّبه المعاصي والزّلات، فالسعيد هو الموفّق،

وفّقنا الله تعالى لكلّ خير، وجنّبنا كلّ ضير.

4 - (ومنها): بيان قرب النار، وأن الوصول إليها أمر لا عُسر فيه، حيث

إنها محفوفةٌ بشهوات النفس، قال الله عز وجل: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا

رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ} [يوسف: 53]، اللَّهمَّ أجِرْنا من النار، اللَّهُمَّ إنا

نسألك الجنّة، وما قرّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار، وما قرّب

إليها، من قول وعمل، برحمتك يا أرحم الراحمين آمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015