المدينيّ لا يقدمان عليه في "الموطأ" أحدًا، من صغار [9] (ت 221) بمكة (خ
م د ت س) تقدم في "الطهارة" 17/ 617.
2 - (حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ) البصريّ، تقدّم قريبًا.
3 - (ثَابِتُ) بن أسلم البُنانيّ البصريّ، تقدّم أيضًا قريبًا.
4 - (حُمَيْدُ) بن أبي حميد الطويل، أبو عبيدة البصريّ، اختلف في اسم
أبيه على نحو عشرة أقوال، ثقةٌ، وعابه زائدة؛ لدخوله في شيء من أمر الأمراء
[5] (ت 2 أو 143) وهو قائم يصلّي، وله خمس وسبعون سنةً (ع) تقدم في
"الطهارة" 23/ 639.
5 - (أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ) -رضي الله عنه-، تقدّم قريبًا.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من رباعيّات المصنّف رحمه الله، وأنه
مسلسل بالبصريين، وفيه أنس -رضي الله عنه- تقدّم القول فيه قريبًا.
شرح الحديث:
(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) -رضي الله عنه-؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "حُفَّتِ) بضمّ
أوله مبنيًّا للمفعول، من الحفاف، وهو ما يحيط بالشيء، حتى لا يتوصل إليه
إلا بتخطيه، ووقع في "صحيح البخاريّ" بلفظ: "حُجِبت"؛ أي: أحيطت
(الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ)؛ أي: بما أُمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلًا، وتركًا،
وأطلق عليها المكاره؛ لمشقتها على العامل، وصعوبتها عليه. (وَحُفَّتِ)؛ أي:
أحيطت (النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ")؛ أي: بما يُستلذّ من أمور الدنيا، مما مَنع الشرع من
تعاطيه، إما بالأصالة، وإما لكون فعله يستلزم ترك شيء من المأمورات (?).
وقال في "العمدة": قوله: "حُفّت" بالحاء المهملة، وتشديد الفاء، من
الحفاف، وهو ما يحيط بالشيء، حتى لا يُتوصل إليه إلا بتخطيه، فالجنة لا يُتوصل
إليها إلا بقطع مفاوز المكاره، والنار لا ينجى منها إلا بترك الشهوات. انتهى (?).
وقال القرطبيّ رحمه الله: هذا من التمثيل الواقع موقعه، ومن الكلام البليغ
الذي انتهى نهايته، وذلك أنه مَثَل المكاره بالحفاف، وهو الدائر بالشيء