الأمور، ويقال: معناه: إن لم تستطيعوا الأخذ بالكل، فاعملوا ما يقرب منه،
وفي "العباب": قارب فلان فلانًا: إذا ناغاه بكلام حسن، وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلم-
قال: "قاربوا، وسددوا"؛ أي: لا تغلوا، واقصدوا السداد، وهو الصواب،
وشيء مقارِبٌ بكسر الراء؛ أي: وسط بين الجيد والرديء، ولا يقال مقارَبٌ؛
يعني: بالفتح، وكذلك إذا كان رخيصًا. انتهى (?).
وقوله: (وَسَدِّدُوا)؛ أي: اقصدوا السَّداد، وهو الصواب، قاله
النوويّ رَحمه اللهُ (?).
وقال في "العمدة": قوله: "وسددوا" من التسديد، بالسين المهملة، وهو
التوفيق للصواب، وهو السداد، والقصد من القول والعمل، ورجل مسدَّد: إذا
كان يعمل بالصواب، والقصدِ، ويقال: معنى سددوا: الزموا السَّدادَ؛ أي:
الصواب من غير تفريط، ولا إفراط. انتهى (?).
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّلَ الكتاب قال:
[7092] (2817) - (وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ
أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَهُ).
رجال هذا الإسناد: خمسة:
وكلّهم ذُكروا في الباب، وفي البابين السابقين، و"ابن نمير" هو:
محمد بن عبد الله بن نمير، و"أبو سفيان" هو: طلحة بن نافع.
[تنبيه]: رواية الأعمش عن أبي سفيان هذه ساقها ابن حبّان رحمه اللهُ في
"صحيحه"، مقرونةً بروايته عن أبي صالح، عن أبي هريرة الماضية، فقال:
(350) - أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا إبراهيم بن الحجاج الساميّ، حدّثنا
عباه العزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وأبي
سفيان، عن جابر، قا لا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سدّدوا، وقاربوا، ولا ينجي