عليا، من توقي الحديث عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلا عند الحاجة؛ خشيةَ الزيادة والنقصان،

وهذه كانت طريقة ابن عمر، ووالده عمر -رضي الله عنهما-، وجماعة، وإنما كثرت أحاديث

ابن عمر مع ذلك؛ لكثرة من كان يسأله، ويستفتيه. انتهى (?).

وقال في "العمدة": فيه دلالة على أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان متوقيًا للحديث،

وقد كان على قول أبيه: "أقلّوا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، قاله ابن بطال،

وقال الشيخ قطب الدين: قد يكون تَرْكه لغير هذا الوجه، إما لعدم نشاطه؛

للاشتغال بمؤونة السفر وتعبه، أو لعدم السؤال، قال العينيّ: يمكن التوفيق

بينهما بأنه كان يتوقى الحديث ما لم يُسأل، فإذا سئل أجاب، وأكثر الجواب

عند كثرة السؤال، فإنه كان من المكثرين في الحديث. انتهى (?).

وقوله: (فَأُتِيَ) بالبناء للمفعول، (بِجُمَّارٍ) -بضم الجيم، وتشديد الميم-،

وهو الذي يؤكل من قلب النخل يكون لَيّنًا، قاله النوويّ (?).

وقال في "العمدة": قوله: "بجمار" بضم الجيم، وتشديد الميم، وهو

شص م النخيل، وهو الذي يؤكل منه، وفي "العباب": ويقال له: الجامور أيضًا.

انتهي (?).

وقوله: (فَذَكرَ بِنَحْوِ حَدِيثِهِمَا) فاعل "ذَكَرَ" ضمير ابن أبي نَجِيح.

وقوله: (حديثهما) هكذا النُّسخ بضمير التثنية، والظاهر أنه "حديث"

بالإفراد؛ لأنه يرجع إلى أبي الخليل الضبعيّ؛ أي: حدّث ابن أبي نجيح عن

مجاهد بنحو حديث أبي الخليل عنه في السند الماضي.

[تنبيه]: رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد هذه ساقها البخاريّ رحمه الله في

"صحيحه"، فقال:

(72) - حدّثنا عليّ (?)، حدّثنا سفيان، قال: قال لي ابن أبي نَجِيح، عن

مجاأهد، قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة، فلم أسمعه يحدّث عن

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حديثًا واحدًا، قال: كنا عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فأُتي بِجُمَّار، فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015