قادر على ذلك، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: بَلَى حرف إيجاب، فإذا قيل: ما قام
زيد، وقلت في الجواب: بَلَى، فمعناه: إثبات القيام، وإذا قيل: أليس كان
كذا؛ وقلت: بَلَى، فمعناه: التقرير، والإثبات، ولا تكون إلا بعد نفي، إما
في أول الكلام كما تقدم، وإما في أثنائه؛ كقوله تعالى: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى} [القيامة: 3 - 4] والتقدير: بلى نجمعها، وقد يكون مع
النفي استفهام، وقد لا يكون، كما تقدم، فهو أبداً يرفع حكم النفي، ويوجب
نقيضه، وهو الإثبات. انتهى (?).
(وَعِزَّةِ رَبِّنَا)؛ أي: وأقسم بعزّة الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-.
قال في "الفتح": والحكمة في حشر الكافر على وجهه أنه عوقب على
عدم السجود لله تعالى في الدنيا بأن يُسحب على وجهه في القيامة، إظهاراً
لهوانه، بحيث صار وجهه مكان يده ورجله في التوقي عن المؤذيات.
انتهى (?)، والله تعالى أعلم.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [14/ 7061] (2806)، و (البخاريّ) في "التفسير"
(4760) و"الرقاق" (6523)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (11367)، و (أحمد)
في "مسنده" (3/ 229)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (3046)، و (عبد بن حميد)
في "مسنده" (1/ 356)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (7323)، و (الطبريّ) في
"التفسير" (19/ 12)، و (الحاكم) في "المستدرك" (2/ 402)، و (أبو نعيم) في
"الحلية" (2/ 343)، والله تعالى أعلم.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ
وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.