قال الشوكانيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: بل الظاهر أنه يوم بدر، وإن كان يوم القيامة يوم
بطشة أكبر من كل بطشة، فإن السياق مع قريش، فتفسيره بالبطشة الخاصة بهم
أَولى من تفسيره بالبطشة التي تكون يوم القيامة لكل عاصٍ من الإنس والجنّ.
انتهى.
قال الجامع عفا الله عنه: قد أجاد الشوكانيّ -رَحِمَهُ اللهُ- حيث رجّح أن المراد
بالبطشة في الآية هو يوم بدر، كما يدلّ عليه سياق الآية، وكما فهمه ابن
مسعود - رضي الله عنه -، وكذا الدخان هو ما حصل لقريش بسبب الجوع، كما مرّ، ولا
ينافي ذلك أن يكون هناك دخان آخر سيأتي، كما هو في "صحيح مسلم"، والله
تعالى أعلم.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [10/ 7040 و 7041 و 7042 و 7043] (2798)،
و(البخاريّ) في "الاستسقاء" (1007 و 1020) و"التفسير" (4693 و 4767
و4774 و 4809 و 4820 و 4821 و 4822 و 4823 و 4824)، و (الترمذيّ) في
"التفسير" (3254)، و (أحمد) في "مسنده" (1/ 380 - 381 و 431 و 441)،
و(الطبريّ) في "التفسير" (25/ 111 و 112)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"
(4764)، و (أبو يعلى) في "مسنده" (9/ 78)، و (البزّار) في "مسنده" (5/
339)، و (البيهقيّ) في "الكبرى" (3/ 352) وفي "الدلائل" (2/ 326 و 327)،
و"البغويّ" في "التفسير" (4/ 149)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): بيان سبب نزول الآية الكريمة.
2 - (ومنها): إنكار أهل العلم بعضهم على بعض، إذا ظنّ المنكر أنه
على الحقّ.
3 - (ومنها): بيان فضل ابن مسعود - رضي الله عنه - حيث يغضب على من أخطأ في
كتاب الله تعالى، ويفسّر القرآن برأيه، ويردّ عليه أبلغ ردّ.