رجال هذا الإسناد: ستّة:

وكلّهم ذُكروا قبل بابين، غير منصور، فتقدّم أيضاً قريباً.

شرح الحديث:

(عَنْ مَسْرُوقِ) بن الأجاع، أنه (قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ) بن مسعود - رضي الله عنه -؛

لِمَا مرّ قريباً. (جُلُوساً) جمع جالس، وقوله: (وَهُوَ مُضْطَجِعٌ) جملة حاليّة من

"عبد الله"، وهو اسم فاعل، من اضطجع، ويجوز أن يكون مضّجعاً، بضاد

مشدّدة، من اضّجع، قال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: اضْطَجَعَ، واضجَعَ، والأصل افْتَعَل،

لكن من العرب من يَقلب التاء طاء، وُيظهرها عند الضاد، ومنهم من يقلب

التاء ضاداً، وُيدغمها في الضاد؛ تغليباً للحرف الأصليّ، وهو الضاد، ولا

يقال: اطَّجَعَ بطاء مشدّدة؛ لأنّ الضاد لا تدغم في الطاء؛ فإن الضاد أقوى منها،

والحرف لا يدغم في أضعف منه، وما ورد شاذّ، لا يقاس عليه. انتهى (?).

وقوله: (بَيْنَنَا) ظرف متعلّق بـ "مضطجعاً"، (فَأَتَاهُ رَجُلٌ) لم يُعرف، (فَقَالَ:

يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ) كنية عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -؛ (إِنَّ قَاصّاً)؛ أي: واعظاً،

يعظ الناس، ويقصّ عليهم القصص (عِنْدَ أَبْوَابِ كنْدَةَ) وفي رواية للبخاريّ:

"بينما رجل يحدّث في كندة"، وباب كندة هو باب الكوفة، و"كندة" بكسر

الكاف، وسكون النون: اسم قبيلة مشهورة، وأضيف إليهم الباب، لكونه في

مكانهم.

وقال في "العمدة": قوله: "في كندة" بكسر الكاف، وسكون النون، قال

الكرمانيّ: موضع بالكوفة، قال العينيّ: يَحْتَمِل أن يكون حديث الرجل بين قوم

هم من كندة القبيلة. انتهى (?).

(يَقُصُّ) يقال: قصصتُ الخبرَ قصصاً، من باب نصر: إذا حدّثت به على

وجهه، والاسم: الْقَصَصُ بفتحتين (?). (وًيزْعُمُ)؛ أي: يدّعي (أَنَّ آيَةَ الدُّخَانِ)،

أي: العلامة التي تأتي للإنذار بوقوع القيامة، التي ذكرها الله تعالى في قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015