(لِيَطَأَ)؛ أي: ليضع رجله الخبيث، واللام مكسورة، وقال ابن الملك:
وفي نسخة (?) بفتح اللام، على أنه لام تأكيد، قال القاري: فالفعل مرفوع
حينئذ (?). (عَلَى رَقَبَتِهِ) الشريفة - صلى الله عليه وسلم -، (قَالَ) أبو هريرة: (فَمَا فَجِئَهُمْ) بكسر
الجيم، وتُفتح، ففي "القاموس": فجئه، كسَمِع، ومَنَع: هَجَم عليه، وأتاه بغتة،
أيءْ فما أتى قومه فجاءة، (مِنْهُ)؛ أي: من النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، أو من إتيانه إليه، (إِلَّا)
والحال (وَهُوَ)؛ أي: أبو جهل (يَنْكِصُ) بكسر الكاف، وتُضمّ، أي: يرجع،
وفي "القاموس": نَكَص على عقبيه نُكُوصاً: رجع عما كان عليه من خير،
خاصّ بالرجوع عن الخير، ووَهِم الجوهريّ في إطلاقه، أو في الشرّ نادر.
قال القاري: الحديث يدلّ على استعماله في الشرّ، وكذا آية: {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ} [الأنفال: 48]، ثم صنيع "القاموس" يُشعر أنه
بضم الكاف في المضارع، لكن اتّفق القراء على كسره، حتى لم يوجد في
الشواذّ أيضاً، نعم قال الزجاج: يجوز ضم الكاف، ذكره الكرماني في قوله
تعالى: {عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ} [المؤمنون: 66]. انتهى (?).
(عَلَى عَقِبَيْهِ)؛ أي: قهقرى، (وًيتَّقِي بِيَدَيْهِ)، أي: يَحْذَر بهما، ويدفع
شيئاً بسببهما.
قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللهُ-: المستثنى فاعل "فَجِئ"؛ أي: فما فَجِئ أصحابَ أبي
جهل من أمر أبي جهل، إلا نكوص عقبيه، وقد سدّ الحال هنا مسدّ الفاعل،
كما سدّت مسدّ الخبر في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون العبد من ربّه، وهو
ساجد"، وفيه إرخاء عنان الكلام للمعنى، لا لِلّفظ، ويَحْتَمِل أن يكون الضمير
المستتر في "فجئهم" لأبي جهل، والمجرور في "منه" للأمر، أي: فما فَجِئ أبو
جهل أصحابَهُ من الأحوال إلا هذه الحالة. انتهى (?).
قال الجامع عفا الله عنه: عبارة المرتضى -رَحِمَهُ اللهُ- في "التاج": نَكَصَ عن
الأَمْرِ يَنْكُصُ نَكْصاً، بالفَتْح، ونُكُوصاً بالضَّمّ، ومُنْكَصاً؛ كمَطْلَبٍ: تَكَأْكأَ عَنْه،