الأول، وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، والطبريّ في تفاسيرهم، والبيهقيّ
في "الشعب" من طريق عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في قوله
تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48] قال: تبدّل الأرض
أرضاً كأنها فضة، لم يُسفك فيها دم حرام، ولم يُعمل عليها خطيئة، ورجاله
رجال الصحيح، وهو موقوف، وأخرجه البيهقي من وجه آخر مرفوعاً، وقال:
الموقوف أصحّ.
قال الجامع عفا الله عثه: لكن الموقوف في مثل هذا مرفوع حكماً، لأنه
مما لا يُنال بالرأي، فتنبّه، والله تعالى أعلم.
وأخرجه الطبريّ، والحاكم من طريق عاصم، عن زِرّ بن حُبيش، عن ابن
مسعود - رضي الله عنه - بلفظ: "أرض بيضاء، كأنها سبيكة فضة"، ورجاله موثقون أيضاً،
ولأحمد من حديث أبي أيوب - رضي الله عنه -: "أرض كالفضة البيضاء، قيل: فأين الخلق
يومئذ؟ قال: هم أضياف الله، لن يعجزهم ما لديه".
وللطبريّ من طريق سنان بن سعد، عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعاً: "يبدلها الله
بأرض من فضة، لم يُعمل عليها الخطايا".
وعن عليّ - رضي الله عنه - موقوفاً نحوه.
ومن طريق ابن أبي نَجِيح، عن مجاهد: "أرض كأنها فضة، والسماوات
كذلك".
وعن عليّ: "والسماوات من ذهب".
وعند عبد من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة قال: "بلغنا أن هذه
الأرض -يعني: أرض الدنيا- تُطْوَى، وإلى جنبها أخرى يُحشر الناس منها
إليها".
وفي حديث الصُّور الطويل: "تُبَدَّل الأرض غير الأرض، والسماوات،
فيبسطها، ويسطحها، ويمدّها مدَّ الأديم العكاظيّ، لا ترى فيها عوجاً، ولا
أمتاً، ثم يزجر الله الخلق زجرة واحدة، فإذا هم في هذه الأرض المبدلة في
مثل مواضعهم من الأُولى، ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان على
ظهرها كان عليها". انتهى.
وهذا يؤخذ منه أن ذلك يقع عقب نفخة الصعق بعد الحشر الأول،