(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا [4/ 7029] (2790)، و (البخاريّ) في "الرقاق"
(6521)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (5831 و 5908)، و (أبو يعلى) في "مسنده"
(13/ 543)، و (الرويانيّ) في "مسنده" (2/ 217)، و (ابن حبّان) في "صحيحه"
(7320)، و (البيهقيّ) في "شُعب الإيمان" (1/ 317)، . و (البغويّ) في "شرح
السُّنَّة" (4305)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
1 - (منها): أن فيه دليلاً على عظيم القدرة، والإعلام بجزئيات يوم
القيامة؛ ليكون السامع على بصيرة، فيُخَلّص نفسه من ذلك الهول؛ لأن في
معرفة جزئيات الشيء قبل وقوعه رياضةَ النفس، وحَمْلها على ما فيه خلاصها،
بخلاف مجيء الأمر بغتةً.
2 - (ومنها): أن فيه إشارةً إلى أن أرض الموقف أكبر من هذه الأرض
الموجودة جدّاً.
3 - (ومنها): أن الحكمة في صفة الأرض المذكورة أن ذلك اليوم يوم
عدل، وظهور حقّ، فاقتضت الحكمة أن يكون المحل الذي يقع فيه ذلك طاهراً
عن عمل المعصية والظلم، وليكون تجليه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- على عباده المؤمنين على أرض
تليق بعظمته، ولأن الحكم فيه إنما يكون لله وحده، فناسب أن يكون المحل
خالصاً له وحده، قاله ابن أبي جمرة -رَحِمَهُ اللهُ- (?).
4 - (ومنها): أن فيه إشارةً إلى أن أرض الدنيا اضمحلّت، وأُعدمت،
وأن أرض الموقف تجددت (?)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الرابعة): في اختلاف أهل العلم في معنى قوله -عَزَّ وَجَلَّ-: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48]:
(اعلم): أنه قد وقع للسلف في ذلك خلاف في المراد بهذه الآية، هل
معنى تبديلها: تغيير ذاتها وصفاتها، أو تغيير صفاتها فقط؛ وحديث الباب يؤيد