وخالفه في ذلك شعيب بن أبي حمزة، ومحمد بن الوليد الزُّبَيدي (?)،

وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهميّ، وإسحاق بن يحيى، فقالوا: عن

الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.

فأما رواية شعيب بن أبي حمزة، فقد وصلها الدارمي، قال: حدثنا

الحكم بن نافع -وهو أبو اليمان- فذكره، وفيه: سمعت أبا سلمة يقول: قال

أبو هريرة، وكذا أخرجه ابن خُزيمة في "كتاب التوحيد" عن محمد بن يحيى

الذّهْلي، عن أبي اليمان.

وأما رواية الزُّبَيْدي، فوصلها ابن خزيمة أيضًا من طريق عبد الله بن سالم

عنه، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.

وأما طريق عبد الرحمن بن خالد بن مسافر فوصلها البخاريّ في "تفسير

سورة الزُّمَر" من طريق الليث بن سعد عنه كذلك.

وأما رواية إسحاق بن يحيى، فوصلها الذُّهْلي في "الزهريات".

قال الإسماعيلي: وافق الجماعةَ عبيدُ الله بنُ زياد الرُّصَافي في أبي

سلمة.

قال الحافظ: وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق الصَّدَفيّ، عن الزهري كذلك،

ونَقَل ابن خزيمة عن محمد بن يحيى الذُّهْلي أن الطريقين محفوظان. انتهى.

قال: وصنيع البخاري يقتضي ذلك، وإن كان الذي تقتضيه القواعد

ترجيحَ رواية شعيب؛ لكثرة من تابعه، لكن يونس كان من خَوَاصِّ الزهري

الملازمين له. انتهى ملخّصًا من "الفتح" (?)، وهو تحقيق نفيسٌ. والله تعالى

أعلم.

(أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه- (كَانَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَقْبِضُ) بكسر

الموحّدة، من باب ضرب، (اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي

السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ) قال القاضي عياض رحمه الله: هذا الحديث جاء في "الصحيح" على

ثلاثة ألفاظ: القبض، والطيّ، والأخذ، وكلّها بمعنى الجمع، فإن السماوات

مبسوطة، والأرض مَدْحُوّةٌ ممدودة، ثم رجع ذلك إلى معنى الرفع والإزالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015