خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام غزوة تبوك إلى أن قال: ثم قال: "إنكم ستأتون
غدًا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يُضحي النهار، فمن جاءها
منكم فلا يمسّ من مائها شيئًا، حتى آتي"، فجئناها، وقد سبَقَنا إليها رجلان،
والعين مثل الشراك، تَبِضّ بشيء من ماء، قال: فسألهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هل
مسستما من مائها شيئًا؟ " قالا: نعم، فسبّهما النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقال لهما ما شاء الله
أن يقول ... الحديث.
والقصّة الأخرى وقعت عند رجوعه -صلى الله عليه وسلم- من تبوك فيما ذكر الواقديّ في
"مغازيه": قال: وأقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قافلًا، حتى إذا كان بين تبوك وواد يقال
له: وادي الناقة، وكان فيه وشل (?) - أي: ماء قليل- يخرج منه في أسفله قدر
ما يُري الراكبين، أو الثلاثة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سبقنا إلى ذلك الوشل،
فلا يستقينّ منه شيئًا حتى نأتي"، فسبق إليه أربعة من المنافقين: معتب بن
قُشير، والحارث بن يزيد الطائيّ، حليف في بني عمرو بن عوف، ووديعة بن
ثابت، وزيد بن الليث، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألم أنهكم"، ولعنهم، ودعا
عليهم، ثم نزل، فوضع يده في الوَشْل، ثم مسحه بإصبعه حتى اجتمع في كفّه
منه ماء قليل، ثم نضحه، ثم مسحه بيده، ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به،
فانخرق الماء. انتهى (?).
[تنبيه آخر]: ذكر الطبراني في "الكبير" أسماء أصحاب العقبة، فقال:
(3017) - حدّثنا عليّ بن عبد العزيز، ثنا الزبير بن بكار، قال: "تسمية
أصحاب العقبة":
معتب بن قشير بن مُليل، من بني عمرو بن عوف، شهد بدرًا، وهو الذي
قال: يَعِدنا محمد كنوز كسرى، وقيصر، وأحدنا لا يأمن على خلائه، وهو
الذي قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قُتلنا ها هنا، قال الزبير: وهو الذي
شَهِد عليه الزبير بهذا الكلام.
وَدِيعة بن ثابت بن عمرو بن عوف، وهو الذي قال: إنما كنا نخوض