وتوفيت مارية - رضي الله عنها - في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وذلك في المحرّم
من سنة ست عشرة، وكان عمر يَحشُر الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى
عليها عمر، ودفنت بالبقيع. انتهى (?).
وقال ابن منده: ماتت مارية بعد النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بخمس سنين (?).
وذكر القاضي عياض أن ذلك الرجل كان قبطيًّا، وكان يتكلّم مع مارية
القبطيّة - رضي الله عنها -؛ لكونها من أهل وطنه، فاتّهمه بعض الناس من أجل ذلك.
(فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِعَلِيّ) بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ("اذْهَبْ) إليه (فَاضْرِبْ
عُنُقَهُ")؛ أي: اقتله بالسيف، (فَأَتَاهُ عَلِيٌّ) - رضي الله عنه - (فَإِذَا هُوَ فِي رَكِيٍّ) "إذا" هي
الفجائيّة؛ أي: ففاجأه كونه في ركيّ، وهي بفتح الراء، وكسر الكاف، وتشديد
الياء: البئر التي لَمْ تُطو، وجمعها ركايا، مثلُ عطيّة وعَطايا، أفاده في
"المصباح".
وفي "القاموس"، و"شرحه": الرَّكِيّة؛ كغَنِيّة: البئر، جمعها رُكِيٌّ، كعُتِيّ،
وضبط في "الصحاح" بالفتح، ورَكَايا، وفي "النهاية": الرّكِيّ: جنس للرّكِيّة،
والمجمع رَكَايا، وقد تكرر ذكره في الحديث مفردًا، ومجموعًا، وقال ابن سِيدَهْ:
إنما قضيت عليها بالواو؛ لأنَّها من ركا الأرضَ رَكْوًا: إذا حفرها حَفْرًا
مستطيلًا، وركا الأمرَ رَكْوًا: أصلح. انتهى (?).
حال كونه (يَتَبَرَّدُ فِيهَا)؛ أي: يغتسل فيها طلبًا للبرودة، (فَقَالَ لَهُ)؛ أي:
لذلك الرجل، (عَلِيٌّ) - رضي الله عنه -: (اخْرُجْ) من الركيّ، (فَنَاوَلَهُ يَدَهُ)؛ أي: ناول
الرجل يده عليًّا - رضي الله عنه -؛ ليُخرجه منها (فَأَحرَجَهُ)؛ أي: فأخذ بيده، فأخرجه منها،
(فَإِذَا هُوَ مَجْبُوبٌ)؛ أي: ففاجأه كونه مجبوبًا؛ أي: مقطوع الذَّكَر، كما فسّره
بقوله: (لَيْسَ لَهُ ذَكَرٌ) يستحقّ به القتل، (فَكَفَّ عَلِيٌّ عَنْهُ)؛ أي: امتنع عليّ - رضي الله عنه -
عن قتله؛ لعدم موجب القتل، حيث كان مجبوبًا، لا يحصل منه الزنا. (ثمَّ
أَتَى) عليّ - رضي الله عنه - (النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ)؛ أي: الرجل الذي أمرتني